كشفت بيانات مرصد السياحة اليوم بأن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من سنة 2016، بلغ ما مجموعه 9.5 مليون سائح وأفاد ذات المرصد بأن عدد السياح الأجانب تقلص ب2.2 في المائة، فيما سجل عدد المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعا ب3.8 في المائة. أما معدل الملء الذي بلغ 40 في المائة إلى حدود متم نونبر 2016، فقد تراجع بنقطة واحدة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2015. وتلخص هذه الأرقام حقيقة أصبحت بادية للعيان مفادها أن معظم أهداف «رؤية 2020» السياحية التي عرضت في دجنبر 2010 بمراكش على جلالة الملك، مازالت حبيسة الورق الذي كتبت عليه، فمنذ 6 سنوات وعد واضعو «رؤية 2020 «بمضاعفة حجم القطاع السياحي، وذلك من خلال استهداف توفير 200 ألف سرير فندقي جديد أو ما يعادلها وكذا الرفع من عدد السياح المترددين على المغرب إلى 20 مليون سائح بمتم عام 2020، غير أن النتائج المحصل عليها فيما يخص ورش «المنتوج السياحي»، تظل دون الطموحات، خاصة فيما يتعلق بمكونه الرئيسي والهيكلي وهو المخطط الأزرق. فقد تم حتى الان إنجاز 1576 سريرا مقابل 85540 سريرا مستهدفا، أي بنسبة إنجاز لم تتجاوز 2.7 في المئة. ونذكر هنا بأن هدف رؤية 2020 كان هو مضاعفة الطاقة الاستيعابية للقطاع، مع إنشاء 200.000 سرير جديد. كما وعدت الاستراتيجية بخلق 470.000 وظيفة مباشرة جديدة في جميع أنحاء البلاد (1 مليون بحلول عام 2020). وتوقع واضعو الاستراتيجية أن تصل عائدات السياحة إلى 140 مليار درهم في عام 2020. غير أنه بعد مضي 6 سنوات من تفعيل المخطط تبين أن عدد السياح لم يتزحزح عن عتبة 10 ملايين التي كانت في الأصل هدف المخطط العشري السابق، وفي 2015 جلب المغرب 10.17 مليون سائح وينتظر في 2016 ألا يتجاوز العدد هذه العتبة بكثير ، ما يعني أن تحقيق هدف 20 مليون سائح في أقل من 4 سنوات بات أمرا شبه مستحيل. أما عائدات السياحة التي وعد المخطط برفعها إلى 140 مليار درهم فإنها حتى متم 2016 لم تتجاوز 63.3 مليار درهم ما يعني نموا بنسبة 3.5 في المئة مقارنة مع مداخيل 2015 ، والحال أن تحقيق 76 مليار درهم إضافية في 4 سنوات سيحتاج إلى وتيرة نمو لا تقل عن 30 في المئة وليس 3 في المئة.. ورغم أن رؤية 2020 السياحية وعدت بتنويع العرض السياحي من خلال تحديد ستة برامج مهيكلة تتمحور حول الثقافة والشواطئ والطبيعة. وتركز على السياحة المستدامة وعلى تحقيق قيمة مضافة عالية تشمل كافة التراب الوطني الذي قسم الى 8 مناطق سياحية إلا أنه وإلى حدود اليوم مازال قطبا السياحة التقليديان مراكش وأكادير يهيمنان على السياحة بالمملكة حيث استحوذا لوحدهما، حسب مرصد السياحة، على 60 في المائة من مجموع ليالي المبيت سنة 2016، مسجلين بذلك ارتفاعا ب5 و3 في المائة على التوالي، مبرزا أن باقي الوجهات سجلت نتائجا متباينة.وسجلت فاس انخفاضا بنسبة 8 في المائة، فيما سجلت الدارالبيضاء وطنجة ارتفاعا بنسبة +6 و+7 في المائة على التوالي.