تنطلق اليوم الجمعة نهائيات كأس آسيا 2023 لكرة القدم في نسختها الثامنة عشرة التي تستضيفها دولة قطر، وتستمر حتى 10 فبراير 2024، حيث يقام حفل الافتتاح الرسمي على ملعب لوسيل الذي يتسع ل 88 ألف متفرج، وكان مسرحا لنهائي لمونديال 2022. وستكون ضربة البداية بإقامة مباراة الافتتاح بين منتخبي قطر ولبنان في تمام الخامسة مساء بالتوقيت المغربي، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم الصين وطاجيكستان، حيث تم تقسيم المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 6 مجموعات وتتكون كل مجموعة من 4 منتخبات، تخوض 3 مباريات للتصفية في الدور الأول. وتعد النسخة الثامنة عشرة من البطولة القارية هي المرة الثالثة التي تقام فيها على الأراضي القطرية، وذلك بعد نسختي عامي 1988 و2011، وتأتي بعد مرور ما يزيد عن عام بقليل منذ تنظيمها كأس العالم 2022، وتجرى مباريات البطولة على 9 ملاعب استضاف معظمها منافسات كأس العالم 2022. وأعلنت اللجنة المنظمة المحلية للبطولة عن تخصيص عوائد مبيعات تذاكر المباريات لدعم جهود الإغاثة للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لمحنة إنسانية بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. البطولة كان مقررا إقامتها في الصين صيف عام 2023، لكن بكين اعتذرت عن استضافتها بسبب الظروف الناجمة عن جائحة فيروس كورونا ليقرر الاتحاد الآسيوي إسنادها إلى دولة قطر. اليابان الأكثر تتويجا تعتبر اليابان – وصيفة بطل عام 2019 – هي المنتخب الأكثر نجاحاً في كأس آسيا، حيث فازت بلقب البطولة أربع مرات، أعوام 1992 و2000 و2004 و2011. وظهر منتخب الساموراي الأزرق في خمس مباريات نهائية من أصل آخر ثماني نهائيات للبطولة، وكانت خسارتهم أمام قطر عام 2019 في الإمارات قبل خمس سنوات هي المرة الوحيدة التي تعرضوا فيها للخسارة بالنهائي. في حين أن منتخب إيران هو الوحيد الذي فاز بثلاثة ألقاب متتالية، وذلك بعد أن توّج بطلاً عام 1968، ثم دافع بنجاح عن لقبه في نسختي 1972 و1976. وكانت كوريا الجنوبية قد فازت بالنسخة الافتتاحية عام 1956، واحتفظت باللقب بعد أربع سنوات، في حين عادت السعودية أيضاً لتفوز باللقب عامي 1984 و1988. في حين فاز البلد المضيف بخمس من النسخ السبع الأولى من كأس آسيا، إلا أن منتخبين فقط توّجا بلقب البطولة على أرضهما في النسخ العشر التالية. فقد فازت اليابان بلقبها الأول عقب تغلبها على السعودية في هيروشيما عام 1992، وبعد 23 عاماً، تغلبت أستراليا على كوريا الجنوبية بعد اللجوء إلى الأشواط الإضافية في سيدني. الإيراني على دائي الأكثر تسجيلا يحتل الأسطورة الإيرانية علي دائي صدارة لائحة الهدافين التاريخيين للبطولة، برصيد 14 هدفاً خلال ثلاث نسخ بين عامي 1996 و2004، ولا يزال رقمه بتسجيله أربعة أهداف خلال الشوط الثاني أمام كوريا الجنوبية عام 1996 قائماً كأحد أعظم مآثر البطولة. ويتقدم دائي أمام الكوري الجنوبي لي دونغ-غوك صاحب المركز الثاني برصيد 10 أهداف، بينما سجل كل من الياباني ناوهيرو تاكاهارا والإماراتي علي مبخوت والقطري المعز علي تسعة أهداف. قد يواجه دائي منافسة على مركزه الأول إذا ما قدم المُعز علي بطولة مميزة كما فعل عام 2019، عندما سجل المهاجم القطري تسعة أهداف في سبع مباريات ليقود منتخب بلاده إلى لقبه الأول. مثل دائي، سجل المعز أيضاً أربعة أهداف في مباراة واحدة، ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية) في دور المجموعات، لكن ركلته المقصية التي افتتح بها التسجيل ضد اليابان في المباراة النهائية ستظل خالدة في البطولة. الأكثر مشاركة في نسخ البطولة. ظهر عدد من اللاعبين في أربع نهائيات لكأس آسيا على مدار السنوات الماضية، من بينهم أساطير مثل ياسوهيتو إيندو، ومهدي مهدافيكيا، ويونس محمود، وزينغ زهي، لكن لا أحد يستطيع أن يضاهي ايغناتي نستيروف. فقد شارك حارس مرمى أوزبكستان في جميع نهائيات كأس آسيا الخمس بين عامي 2004 و2019، ووصل إلى الأدوار الإقصائية في كل مناسبة، وحقق أفضل ظهور له مع منتخب بلاده على الإطلاق ببلوغ الدور قبل النهائي في عام 2011. تم تحديد مصير نهائيين فقط لبطولة كأس آسيا من خلال ركلات الترجيح، وفي المرتين كانت السعودية هي المنتصرة، حيث حافظت على هدوء أعصابها للتغلب على جمهورية كوريا في عام 1988، ثم أمام الإمارات في عام 1996، وفي المرتين بعد التعادل 0-0 في الوقت الأصلي. تعد السعودية، إلى جانب إيران، واحدة من الدولتين الوحيدتين اللتين رفعتا كأس آسيا ثلاث مرات. ومع ذلك، يبقى نجاح منتخب الصقور الخضراء عام 1996 هو الأخير، حيث يتطلعون الآن إلى إنهاء انتظار دام 27 عاماً للظفر باللقب، وهذه المرة تحت قيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني. إيران الأكثر فوزا فازت إيران بعدد مباريات أكثر من أي منتخب آخر في تاريخ كأس آسيا، حيث حققت الفوز في 41 من أصل 68 مباراة خاضتها في هذه البطولة منذ ظهورها لأول مرة كمضيفة في النسخة الرابعة عام 1968. لكن منذ فوزه بلقبه الثالث عام 1976، لم يَعُد المنتخب الإيراني إلى النهائي، حيث وصل إلى الدور قبل النهائي في ست مناسبات، آخرها عندما خسر أمام اليابان عام 2019. وأخيراً، شاركت 36 دولة من جميع أنحاء آسيا في نهائيات كأس آسيا على مرّ السنين في البطولة التي بدأت عام 1956، وهي ثاني أقدم بطولة قارية بعد بطولة كوباأمريكا في أمريكا الجنوبية. وسيصبح هذا الرقم 37، إذ تعتبر طاجيكستان الدولة الوحيدة في نسخة قطر التي تشارك لأول مرة في البطولة القارية، وتخوض مباراتها الأولى أمام الصين على ستاد عبد الله بن خليفة في الدوحة يوم السبت 13 يناير.