تُوج تشارلز الثالث، السبت، ملكا لبريطانيا في كنيسة وستمنستر في أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاما، وضمن مراسم اتسمت بالأبهة والفخامة ويعود تاريخها إلى ألف عام. وقال تشارلز في ملاحظاته الأولى في الحفل: "لم أحضر كي تخدموني، ولكن لأخدم". وتم مسح الملك، البالغ من العمر 74 عامًا، بالزيت المقدس الذي يرمز إلى الطبيعة المقدسة لحكمه، كما جرى منحه عباءة إمبراطورية، في حين وضع رئيس أساقفة كانتربري التاج القديم لسانت إدوارد على رأسه. وداخل الكنيسة التي تزينت بالورود والأعلام، جلس ساسة وممثلون عن دول الكومنولث إلى جانب عاملين في الجمعيات الخيرية ومشاهير من بينهم الممثلات إيما تومسون وماغي سميث وجودي دنش والمغنية الأميركية كاتي بيري. عناصر جديدة ومن بين المراسم التي شهدتها الكنيسة أداء نشيد "الكاهن الصادق" لهاندل كما جرت العادة في كل حفل تتويج منذ عام 1727. ولكن كانت هناك عناصر جديدة، مثل نشيد من تأليف اندرو لويد ويبر المشهور بعروضه في مسارح وست إند وبرودواي بالإضافة إلى جوقة إنجيلية. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك: "لا يمكن لأي دولة أخرى أن تقدم مثل هذا العرض المبهر.. المواكب والاحتفالات والمهرجانات في الشوارع". وتابع: "إنه تعبير عن الفخر بتاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا.. دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وطقوس نعتز بها تولد من رحمها حقبة جديدة". وبعد انتهاء المراسم عاد تشارلز وزوجته الملكة كاميلا المتوجة حديثًا إلى قصر باكنغهام في عربة ذهبية استخدمتها الملكة الراحلة، إليزابيث، في موكب تتويجها. "كان أمر رائعا" ورغم الأجواء الماطرة، احتشد عشرات الآلاف من الناس في وسط لندن لإلقاء نظرة على موكب الملك والملكة ، اللذان سافرا من قصر باكنغهام إلى وستمنستر أبي في دايموند يوبيل ستيت كوتش، برفقة أربعة فرق من سلاح الفرسان المنزلي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". واصطف المئات من الجنود بزيهم القرمزي وقبعاتهم السوداء العالية على امتداد طريق ذا مول، وهو الشارع الواسع المؤدي إلى قصر بكنغهام، حيث احتشد عشرات الآلاف لمتابعة الحدث متجاهلين المطر الخفيف. وتحدثت بيفرلي موج ووكر (49 عاما)، وهي من أيرلندا الشمالية، عن عربة الملك التي مرت أمامها قائلة "رأيت خيولا بيضاء جميلة تسحب العربة… كان ذلك رائعا". وقالت ميشيل فوسيت (52 سنة)، وهي محامية "لقد كانت لحظة تاريخية مذهلة للغاية"، وفقا لوكالة رويترز. وقال أندي ميتشل (63 عاما)، وهو مدرس ترك منزله في ساعات الصباح الأولى ليأتي إلى لندن "إنه لأمر رائع أن ترى الجميع متأنقين من أجل المشاركة.. إنه شيء يدعو للفخر. وختم بالقول:"أكثر ما يقلقني هو أن يفقد الشبان الشغف بكل هذا، وألا تكون الأمور على هذا المنوال في المستقبل".