تمكن المنتخب الوطني المغربي من تحقيق المراد بفوزه على المنتخب الإيفواري، في الجولة الثالثة من الدور الأول في منافسات كأس الأمم الافريقية 2017 التي تحتضنها الغابون، ليضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، حيث بلغ دور ربع نهائي المسابقة بعد غياب دام ل13 سنة مند تونس 2004، إضافة لفكه عقدة « الفيلة » التي لازمت الأسود ل23 سنة دون الفوز على ساحل العاج. وحقق رفاق بوصوفة، كل ما سبق بفعل تداخل العديد من العوامل والمعطيات التقنية والرقمية وكذا البشرية في صراع المباراة وهي النقاط التي يمكن إجمالها في أربعة أسلحة قادت المنتخب المغرب لهزم ساحل العاج وبلوغ ربع نهائي « الكان »، وهي على الشكل التالي: ** قتالية اللاعبين كانت القتالية من بين العوامل التي حسمت فوز »الأسود »، حيث أبان كل لاعبي المنتخب المغربي خلال نزالهم لمنتخب الكوت ديفوار، عن قتالية لم يسبق لها مثيل في السنوات الأخيرة على الأقل، على غرار ما عرفته كذلك المباراة الأخيرة أمام الطوغو، إذ ظهر كل اللاعبين بحماس كبير ورغبة جامحة في تحقيق التأهل، ولعل دموع بوصوفة، بعد تسجيلهم لهدف الفوز خير دليل، هذا في الوقت الذي كان غياب القتالية أهم ما يعاب على عناصر الفري الوطني خلال السنوات الأخيرة. ** ذكاء رونار يبقى تعامل الناخب الوطني هيرفي رونار، مع مراحل المباراة من بين نقاط قوة المنتخب المغربي في المباراتين الأخيرتين، إذ نجح في وقف زحف الإيفواريين وامتصاص اندفاعهم، بواسطة خطط يتمكن من تغييرها حسب كل فترة من المباراة، فقد بدأ النزال بخططة 2-5-3 قبل أن يتفنن في تحويلها وسط المباراة في مراحل محددة إلى 3-4-3، لينهيها ب1-4-5، حيث كان يغير النهج والتنشيط وفق سير المباراة، لينجح بذلك في إجهاض خطورة الأطراف التي تعد من بين أقوى أسلحة الكوت ديفوار، إذ تمكن من ذلك بفعل تواجد لاعبين يتقنون اللاعب في مراكز متعددة. ** براعة الحارس المحمدي رغم كل ما سبق، لم يكن المنتخب المغربي سيخوض مباراة الحسم أمام ساحل العاج، وينهيها بالطريقة التي شاهد الجميع، لولا براعة الحارس منير المحمدي، الذي أنقد مرماه من أهداف محققة كانت ستقلب الطاولة ومجرى المباراة، بشكل كبير، إذ ظهر الحارس المذكور كعادته متألقا واقفا سدا مانعا أمام هجمات المنتخب الإيفوراي، بفضل تصدياته التي تركت شباك أبناء رونار لم تستقبل أي هدف. ** معطى الترتيب إضافة لكل النقاط سالفة الذكر، كان لعامل بلوغ المنتخب المغربي للمباراة الفاصلة أمام ساحل العاج، وهو متفوق على خصمه بفارق نقطة في الرصيد، دور هام في حسم الأسود تأهلهم التاريخي، حيث تعاملوا مع أطوار المباراة وفق حاجياتهم للتأهل على ضوء الترتيب المرسوم، ودخلوا للنزال وهم أمام خيارين لتحقيق ذلك، من بينهم نتيجة التعادل، عكس المنتخب الإيفواري، الذي خاض المباراة تحث ضغط ضرورة الفوز، ليبقى الشك والتوتر يسود على المجموعة الإيفوارية مع مرور الدقائق، في الوقت الذي تزداد رغبة »الأسود » وتركيزهم مع اقتراب صافرة النهاية.