وضعت الجزائر نفسها مرة أخرى، في مأزق دولي بعدما تعرضت "لقصف قانوني تاريخي مغربي" من داخل الاجتماع السنوي للجنة ال24 لحقوق الانسان بالأممالمتحدة، بسبب الصحراء المغربية، واستمرار تعذيب المحتجزين داخل مخيمات تيندوف. ووجد السفير الجزائري نفسه، مواجها للأسئلة القانونية والواقعية، من قبل السفير المغربي الدائم لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، حول مآل الصحراويين المختطفين والمحتجزين بمخيمات تيندوف، في سياق أصدرت فيه اللجنة ذاتها بيانا حول الموضوع يوم الاثنين. وقال هلال مخاطبا الممثل الجزائري:"لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أصدرت لتوها، اليوم، بيانا بشأن صحراوي اختطفتموه وحجزتموه وعذبتموه. قد اختفى وطلبت اللجنة منكم توضيحات وجددت التأكيد على مسؤوليتكم بصفتكم البلد المضيف لمخيمات تندوف، وذلك في خرق سافر للمادة الثانية للجنة". وأضاف هلال "أنتم لا تحترمون الشرعية الدولية ولا القانون الدولي. لقد فرضتم على المغرب نزاعا دام ل45 عاما وتسببتم في شل المغرب الكبير، ودفعتم 'البوليساريو' إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية بهدف زعزعة استقرار المنطقة. وشدد الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، على أن "مغربية الصحراء تؤكدها الحقائق التاريخية الثابتة، والأسس القانونية التي لا جدال فيها، ودينامية سياسية واضحة، وتشبث راسخ بالوطن الأم، واعتراف دولي مؤكد، تم تأكيده بقوة خلال اجتماع هذه اللجنة ال24". مخاطبا السفير الجزائري بالقول إن "الصحراء مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". مضيفا "لقد سمعتم عشرات الدول التي تؤكد مغربية الصحراء، وتعلن دعمها للعملية السياسية، وهي التي تختلف معكم". وفي سياق متصل، قال هلال لممثل الجزائر "أنتم تمارسون الإرهاب الفكري، إما أن نكون مع الجزائر أو ضد الجزائر". وشدد الدبلوماسي المغربي على أن العملية السياسية الأممية الجارية، تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، تروم التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ومستدام وقائم على التوافق للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مؤكدا أن المغرب يظل منخرطا في هذه العملية السياسية للأمم المتحدة تماشيا مع قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007. وفي حديثه عن الإدعاءات الجزائرية بخصوص وجود حرب في الصحراء، قال هلال "بعيدا عن الادعاءات الزائفة والخيالية للأطراف الأخرى، لا توجد حرب أو نزاع في الصحراء المغربية، بل على العكس من ذلك فهي منطقة تستقطب المستثمرين الوطنيين والأجانب، وتستضيف مؤتمرات دولية، وتستقبل مئات الآلاف من السياح والبطولات الرياضية القارية". مبرزا في ذات السياق، أن الزخم الكبير الذي تشهده الصحراء المغربية، على جميع الجبهات، يجعل منها نموذجا حقيقيا للتكامل والتنمية متعددة الأبعاد والشاملة والمستدامة في إفريقيا، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن 26 دولة ومنظمة، آخرها سورينام، افتتحت حتى الآن، قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية، وهو ما يؤكد الاستقرار والهدوء السائدين في المنطقة والاعتراف الدولي بمغربية الأقاليم الجنوبية.