نظمت شركة مايكروسوفت يومه الأربعاء لقاء حواريا ناقش بعمق موضوع الفرص التي يجب على الأساتذة والمربون اغتنامها لأجل إعادة تصور وتجويد التعليم في عالم ما بعد كوفيد. وقد استعرضت مسؤولة التسويق والعمليات في شركة مايكروسوفت، هدى يونان، خلال حديثها في هذا اللقاء، مختلف الطرق التي تقوم من خلالها مايكروسوفت بمساعدة ودعم الأساتذة لاستثمار وتوظيف التكنولوجيات التعليمية في التعلم المدمج. وقد تناول الكلمة بعدها كلا من السيدة مليكة عواد، مديرة مشروع التنظيم ونظم المعلومات لدى عميل مايكروسوفت "مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل"، و السيد محمد سليماني ، مدير مراكز تنمية المهارات الرقمية، الذكاء الاصطناعي ،السمعي البصري والسينما بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ، حيث تقاسموا جميعا خبراتهم في العمل بالتقنيات والتكنولوجيات التي توفرها شركة مايكروسوفت. الوسائل الرقمية تدعم التعليم الغامر يعتبر قطاع التعليم من أبرز ضحايا فيروس كوفيد 19. فقد أوضحت منظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف، بعد مرور سنة على انتشار الوباء، أن أكثر من 168 مليون طفل في جميع أنحاء العالم لا يزالون حتى وقتنا الحالي غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة بسبب الإغلاق والحجر الصحي الكامل. ويوجد من بين هؤلاء 9 ملايين طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لقد كشفت التغيرات والاضطرابات التي شهدها العالم خلال هذا الوباء غياب المرونة في نظامنا التعليمي العالمي. علينا أن نكون قادرين على تعليم أطفالنا على الرغم من الاضطرابات والتغيرات التي ستطرأ في المستقبل، وذلك بالطريقة التي تمكّنهم وتعدّهم كي يحققوا النجاح في الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها. ولتحقيق ذلك، سيكون صانعو السياسات والأساتذة المربون في أمس الحاجة إلى إعادة تصور وتجويد العملية التعليمية التعلمية. لقد أدركت منظمة اليونيسف والجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم ISTE ومنظمة اليونسكو والبنك الدولي مدى أهمية الأدوات الرقمية في هذا المجهود، بحيث يمكن لهذه الوسائل أن توفر مقاربة مرنة وتشخيصية لفائدة التلاميذ والمتعلمين. وقد أوضحت يونان في هذا الصدد أنه "في مايكروسوفت، نؤمن أيضًا بقوة الأدوات الرقمية، التي يمكنها تغيير الأنظمة التعليمية ومساعدة المؤسسات التعليمية وكذا الأساتذة والطلاب". كما أضافت قائلة: "أمامنا فرصة مواتية الآن لإعادة تصور وتجويد التعليم في عالم ما بعد كوفيد. يمكننا أن نتعلم من دروس هذا الوباء وأن نستفيد منه لاستخدام هذه المعرفة في إنشاء نظام تعليمي منفتح على المستقبل يكون في خدمة أطفالنا ويحفظ لهم مستقبلهم". استخدام التحليل التعليمي لتوجيه الاستراتيجيات التربوية يستفيد التدريس والتعلم الحديثين بشكل كبير من الطرق الجديدة والغامرة لاستكشاف وتطوير المناهج الدراسية. فهذا النظام التعليمي المتجدد ينمّي "عقلية النمو" لدى الطلاب، بحيث يرتكز بقوة على المهارات التي تؤهلهم للمستقبل لمساعدتهم على أن يجدوا ذاتهم وينفتحوا على الوظائف والمهن الجديدة وتلك التي ستكتشف مستقبلا. يستخدم هذا النظام التقنيات الجديدة وأشكال التقييم الحديثة لتقييم تقدم مستوى الطلاب. إنه بمثابة تصور جديد أبدعته مايكروسوفت من خلال إطار عمل تحول التعليم (Education Transformation Framework in Higher Education). باستخدام أدوات مثل رؤى حول التعليم لTeams، يمكن للأساتذة التوصل في الوقت المطلوب إلى تحليل مدى تقدم مستوى تلامذتهم عن كثب، ومراقبة تقدمهم في أنشطتهم داخل الفريق. بهذه الطريقة يمكن للأساتذة مواكبتهم عن قرب والتدخل بشكل أسرع لفائدة الذين يحتاجون من بينهم إلى دعم تعليمي فوري، ومنحهم المساعدة اللازمة من الناحية الاجتماعية والعاطفية وكذلك على المستوى الأكاديمي. والهدف من ذلك ليس بالطبع استبدال خبرات المعلمين ذوي المهارات، بل الاشتغال وفق نمط الذكاء الاصطناعي والتحليلات على تعزيز والرفع من هذه الخبرات، مما يتيح للمدرسين تطبيق مهاراتهم بأكثر الطرق فعالية. وقد أشارت مليكة عواد، مديرة مشروع التنظيم ونظم المعلومات في مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إلى أنه "من خلال استخدام البيانات والتحليلات في الفصول الدراسية التي تعتمد على التعلم المدمج، يمكن للمعلمين والمدرسين اكتساب مناهج لتكوين رؤى فريدة حول النجاحات والصعوبات التي تعترض المتعلمين، ومن ثم تصميم طريقة مناسبة تستجيب لاحتياجاتهم، بهدف تحسين فرص تعلمهم ونجاحهم ". مايكروسوفت تدعم المساواة في التعليم تعي شركة مايكروسوفت أن استراتيجية التحول الرقمي الشاملة باتت ضرورية لضمان تحقيق نتائج جيدة لفائدة كل من المدرسين والطلاب. لهذا السبب، تعمل الشركة من خلال مشروع كوكبة (Project Constellation) مع منظومة الشركاء لتطوير مجموعة من الموارد التقنية التي ستمكنهم من بناء القدرات والبحث عن تحليلات تربوية تعليمية لوتيرة تسير بشكل أسرع. وهذا المشروع عبارة عن تعاون بين أنظمة التعليم لتعزيز استخدام تحليلات التعليم والذكاء الاصطناعي من أجل توسيع وتحقيق أكبر قدر من النتائج من التعلم. والهدف من ذلك هو بناء مجتمع عالمي له مناهج مشتركة لتحليلات التعليم والذكاء الاصطناعي. هذه الموارد متاحة في وجه العموم من خلال مجتمع مصدره مفتوح يسمىOpen Education Analytics على Github. ويشتغل أعضاء مشروع كوكبة على قدم وساق وبتعاون لأجل وضع الأسس المستقبلية لبناء قدرات واسعة في مجال تحليلات التعليم عبر قطاع التربية. مساعدة المدرسين على تطبيق وتنفيذ الانتقال المنهجي يستفيد التدريس والتعليم الحديث إلى أقصى حد من الطرق الجديدة والغامرة لتجديد المناهج الدراسية. ويرتكز هذا النظام أساسا على تقوية وتنمية المهارات لدى الطلاب المتعلمين، بحيث يولي الأهمية للمهارات التي تؤهلهم للمستقبل لمساعدتهم على أن يجدوا ذاتهم وينفتحوا على الوظائف والمهن الجديدة وتلك التي ستكتشف مستقبلا. ويعد إ طار عمل تحول التعليم Microsoft Education Transformation Framework منصة فعالة ومرنة لتحقيق لانتقال التربوي التعليمي، من خلال توفير إطار للعمل يقدم فضاءات للممارسة والبرامج والتطوير المهني. وقد خلص السيد محمد سليماني، مدير مراكز تنمية المهارات الرقمية، الذكاء الاصطناعي ،السمعي البصري والسينما بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إلى أنه "من خلال شراكتنا مع مايكروسوفت واتفاقية تحويل التعليم، حققنا نجاحًا كبيرًا في تطبيق التعلم المدمج والمشترك لفائدة الطلاب عبر منصة Teams، وتمكينهم من الحصول على الشهادات، وكذا الاستفادة من خدمات Azure Lab ". وترى يونان أن "المفتاح لتحقيق نظام تعليم متحول هو استيعاب وإدراك مختلف نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، سواء أكانت على المستوى الأكاديمي أم العاطفي أو على المستوى الاجتماعي، من أجل توفير فرص للتعلم ستلقى ردة فعل وقبولا من جانبهم. تسعى مايكروسوفت إلى تقوية أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم لتمكين المتعلمين من جميع الأعمار من أفضل فرص التعلم وتحسين نتائجهم أكثر، وذلك من خلال تقاسم المعارف والموارد التقنية".