في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، نشر منتدى ''فار ماروك''، الصفحة المهتمة بالشأن العسكري المغربي، دروسا عن الحرب الروسية الأوكرانية، على شكل حلقات، للمقارنة بين الأخطاء المرتكبة والدروس المستوعبة، لتطوير الجيش المغربي والترسانة الإعلامية لمواجهة كل الأخطار التي قد تواجه المملكة في المستقبل. ووفق ما عاينه منبر ''القناة''، فإن الدرس الأول المستوعب من الحرب الروسية الأوكراينة، كان متعلقا بالجانب العسكري، حيث تم التطرق إلى عدد من نقاط الضعف لدى الجيش الأوكراني والأخطاء المرتكبة في حربه مع الروس، والنقص الكبير في عدد من التجهيزات العسكرية، كما هو الشأن بالنسبة للجيش المغربي، على حد تعبير المنتدى، والتي تحتاج إلى تقوية وتعزيز وتطوير لمواجهة كل التهديدات الخارجية. دروس الحرب الروسية الأوكرانية وتطرق المنتدى في درسه الثاني المستوعب من الحرب الدائرة بالأراضي الأوكرانية، إلى دور الإعلام في الساحة القتالية، حيث قال ''إذا كانت روسيا تحقق نتائج جيدة على الأرض، فإنها خسرت الحرب الإعلامية بشكل لا يمكن تداركه''. وأضاف المنتدى أن '' الكثير لا يعلم أسباب الحرب الحقيقية التي قدمت كاعتداء غير مبرر من الروس ضد أوكرانيا، حيث تم استخدام صور لا تمت بالواقع بصلة للحديث عن بطولات لأوكرانيا أمام الروس، بالإضافة إلى استخدام أخطاء بشعة للدفاعات الأوكرانية التي كان ضحيتها المدنيون لتقديمها كجرائم روسية، بل إن المتابع لصور بعض الخسائر الروسية لا يستطيع أن يعيي مدى التقدم الميداني للجيش الروسي، حيث تقدم تلك الصور على أنها دليل على انهزامهم و الواقع شيء آخر''. وأشارت صفحة المنتدى على الفايسبوك إلى أن ''معظم المتابعين صدقوا إشاعة الهجوم الكاسح ضد كييف في اليوم الثاني من الحرب التي أعلنها الرئيس الاوكراني، الذي أصبح بطلا شعبيا ورمزا للمقاومة، رغم أنه لم تكن هناك سوى ضربات موجهة لا تهدف لاسقاط المدينة، كما أن خبرة الرئيس الأوكراني الإعلامية والدرامية جعلته يكسب عدة نقاط داخليا وخارجيا وقد تكون سببا مباشرا في تسريع الضغط الغربي على روسيا وتشديد العقوبات تجاهها''. وأوضح أن الإعلام الغربي لا يسمح بتقديم وجهة النظر الروسية والحديث عن جرائم الحكومة الأوكرانية تجاه الأقليات العرقية خاصة بالدومباس، كما أن مجريات الحرب كانت قبل أيام تحلل من خلال بيانات الجيش الأوكراني ومقاطع رئيسهم المصورة''، بالإضافة إلى عدم رغبة الروس في تكرار ما وقع في "غروزني" و قتل الالاف من المدنيين، يصوره الإعلام ضعفا روسيا في تحقيق أهدافها من الحرب، والواقع أن روسيا لديها من القوة النارية ما يمحي مدنا كاملة من الوجود كما وقع في الشيشان''. البوليساريو والإعلام المغربي أكد المنتدى على أن المملكة اليوم يجب أن تعي أهمية الإعلام بمختلف وسائطه، خاصة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بالمملكة وبعدالة قضاياها''، وأشار إلى أنه مع الأسف على المستوى التلفزي، رغم وجود كفاءات إعلامية وجودة إنتاجية لدى الإعلام العمومي أو قنوات خاصة، فإن ضعف الاستثمار في بعضها وتركيزه على الجانب الترفيهي، يشكل عائقا حقيقيا لجعله منصة للدفاع عن قضايانا الوطنية وإيصال عدالتها خارج حدود الوطن''. وفي سياق متصل، شدد المنتدى على أنه لا يتم استثمار وسائل التواصل الإجتماعي للحد من التعاطف الجمعوي للاطروحة الانفصالية، حيث يستغل البوليساريو منصة تويتر لجمع التبرعات والتمويل عبر المنظمات غير الحكومية الدولية، وعبر فبركة الصور والفيديوهات، مستغلا ضعف إقبال المغاربة على هذه المنصة المهمة وغياب توجه رسمي لمواجهة أعداء الأمة المغربية في الفضاءات الإلكترونية، التي أصبحت الساحة الحقيقية للقتال الحديث''. وأوضح المنتدى، أنه هذا خطأ ليس فقط على المستوى الرسمي، حيث أنه في الوقت الذي يمضي فيه البعض ساعات في النقاشات الفارغة مع الذباب الالكتروني الجزائري في صفحات شعبوية وتافهة، يقوم البوليساريو ببث أكاذيبه عبر منصات مختلفة ومقاطع فيديو مترجمة للإنجليزية والإسبانية في حين أن النص الأصلي مخالف للنص المترجم بهدف تقديم "دلائل" على اعتداءات وهمية لحقوق الإنسان بتراب الصحراء وانتزاع تعاطف شخصيات مؤثرة وغيرها، دون أي مقاومة إلكترونية مغربية''. وشدد المصدر ذاته، على المملكة اليوم، حكومة وشعبا، تغيير نظرتها للإعلام التقليدي أو الحديث، ليكون ساحة للدفاع عن قضايا المملكة والتعريف بحضارتها والوقوف أمام مناورات أعدائها.