لامست الدكتورة نوال السعداوي أفق انتظار الجمهور الغفير الذي حج إلى ندوتها بمناسبة مهرجان تاويزا الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة. « السعداوي » صالت وجالت في الموضوعات الأثيرة لدى جمهورها الذي بات يعد بالآلاف إن لم يكن بمئات الآلاف عبر ربوع المعمور. فمن الدين مرورا قضايا المرأة والسياسة وصولا إلى طابو الجنس، أتحفت الدكتورة « السعداوي » جمهورها الذي لم يخل من سياسيين وأكاديميين علاوة على وجوه من عالم الثقافة والفن والصحافة والإعلام. الأصوات الكثيرة التي انتقدت استضافة « نوال السعداوي » كضيفة شرف مهرجان ثقافي يعنى بالأمازيغية على وجه الخصوص، لم تكن انتقاداتها فارغة بل نَمَّتْ عن تخوف مبطن من آراء المثقفة المصرية الذائعة الصيت والمثيرة للجدل خصوصا آراؤها المعادية للإسلام أو « لتوجه وفهم معينين للإسلام » على حد قولها فضلا عن تيمتي الجنس والسياسة التي يمتعض منها حتى أعتى المفكرين. أكبر المعادين لحضور « السعداوي » بالمغرب يضل الداعية المثير أيضا للجدل » الشيخ الفيزازي » الذي عاب على جمعية تاويزا استضافة ما أسماه ب »عدوة الإسلام.. وأنه لا يشرف المغاربة أن تكون السعداوي ضيفتهم ». يبدو أن كلام الشيخ الفيزازي لم يحرك شعرة من رأس « إلياس العماري » أو « حكيم بنشماس » اللذان مكثا غير بعيد عن أجواء لقاء السعداوي بجمهورها الطنجي في دلالة واضحة على دعمهما لحضور الناشطة والفيمينيست نوال السعداوي بين ظهراني عشاق مهرجان يحتفي بالأمازيغية بعاصمة البوغاز. الذين حضروا اللقاء تلقوا وابلا من آراء السعداوي « كدعوتها إلى المساواة في الإرث » و »أن على الدين أن يتغير لجلب المصلحة » وأن « الدين سياسة » كما أن « الدين لم نختره بل اختارنا ». هاته الآراء نزلت كالدش البارد على بعض الحضور الذين فضلوا الانسحاب فورا عملا بالآية التي تحث على الإعراض عن القوم « الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا ». بعض المتفكهين شبهوا « السعداوي » بالممثلات المصريات خصوصا حينما خرجت من فندق أمنية بويرتو محفوفة بعاصفة من الهتافات ومريدي السيلفيات، لدرجة خِيفَ أن يكون وقع لمن حضر الندوة نوع من اللبس اختلط لديهم فيه بين المفكرة المصرية وبين نجمات السينما المصرية التي ألفهن الجمهور المغربي. جدير بالذكر أن الدورة ال 13 لمهرجان "ثويزا" للثقافة الأمازيغية، الذي تدور أطواره بمدينة طنجة والذي انطلق يوم 10 سيمتد إلى غاية 13 غشت الجاري وهو ينظم هاته السنة شعار « في الحاجة إلى المثقف ».