قال مصدر من داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن اعتماد شروط جديدة للولوج إلى مهنة التعليم، ليست اجتهادا تقنيا وإداريا معزولا، بل هي إحدى أولى الخطوات على درب إصلاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب التي تبناها النموذج التنموي واعتمدها التصريح الحكومي. وعن أسباب اعتماد السن الأقصى لاجتياز المباريات في ثلاثين سنة، قال المصدر ذاته، "لأننا نريد أن يكون التعليم بالنسبة للذين سيشتغلون فيه اختيارا مهنيا أصيلا من اليوم الأول فضلا عن ذلك إذا أردنا أن نستثمر في التكوين وأن يكون له أثر على المدى البعيد، فينبغي أن نستثمر باكرا". فالولوج الباكر إلى المهنة، يضيف المصدر ذاته "يمكن المعلم من خبرة طويلة وتأهيل رفيع. وتتضح الصورة بشكل جلي عندما نقارن بمهن أخرى، كما هو الحال بالنسبة للأطباء والمهندسين وربابنة الطائرات. الخبرة تتطلب وقتا وتراكما". ونقل موقع 'هسبريس' عن مصدر وصفه بالرفيع، على أن "هذه الإجراءات ستنتقي الأكفاء ليدرسوا أبناءنا، وستنتقي من لديهم رغبة حقيقية في ممارسة مهنة التعليم، وستعطيهم الوقت الكافي لاكتساب الخبرة الضرورية، وستجعل التعليم مهنة جذابة". وتساءل "عندما تخرج بعض الأصوات لتقول بأن هذه الإجراءات خطيرة، يحق لنا التساؤل: خطيرة على من؟ هل تشكل أي خطر على المتلقي؟ على التلميذ؟ على المنظومة التعليمية؟". وتساءل المصدر ذاته"لماذا وصلنا إلى هذا الحد من انهيار المنظومة التعليمية في المغرب، علما أن قضية إصلاح منظومة التربية والتكوين تعتبر القضية الوطنية الأولى بعد قضية الوحدة الترابية للمملكة، وأن إطلاق الإصلاح فيها لا ينبغي أن ينتظر عشر سنوات أخرى بل يجب أن تتحرك قاطرته اليوم؟". وقالت الوزارة في توضيح لها، إنه بمناسبة الإعلان عن إجراء مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات، تم اعتماد مستجدات في غاية الأهمية تماشيا مع الإصلاح الهادف إلى بلوغ النهضة التربوية المنشودة. وتندرج المباريات المبرمجة هذه السنة إذن في صلب سياسة الارتقاء بالمنظومة التعليمية التي أكد عليها القانون الإطار 17-51، والتي جعلها النموذج التنموي الجديد في صدارة أولوياته ومثلما اعتمدها أيضا، وبشكل صريح، البرنامج الحكومي. تقول وزارة بنموسى. وسياهم هذه التوجه، حسب الوزارة، في الاستجابة إلى تطلعات وانتظارات المواطنات والموطنين، فيما يتعلق بالمدرسة العمومية وبمستقبل بناتهم وأبنائهم. وبخصوص مستجدات هذه السنة فيمكن حصرها في النقط التالية : وضع إجراءات للانتقاء القبلي لاجتياز المباريات الكتابية بناء على معايير موضوعية وصارمة بغية ترسيخ الانتقاء ودعم جاذبية مهن التدريس لفائدة المترشحات والمترشحين الأكفاء. وتأخذ هذه المعايير بعين الاعتبار الميزة المحصل عليها في الباكالوريا والميزة المحصل عليها في الإجازة وسنة الحصول على هذه الأخيرة ؛ إدراج رسالة بيان الحوافز "lettre de motivation" كوثيقة إلزامية، وذلك من أجل تقييم الرغبة والاستعداد والجدية التي يبديها المترشحون والمترشحات بخصوص مهن التربية ؛ إعفاء حاملي إجازة التربية من مرحلة الانتقاء القبلي والذين سيكون بمقدورهم اجتياز الاختبارات الكتابية بشكل مباشر. ويروم هذا الإجراء تشجيع مسارات التكوين الطويلة في خمس سنوات من أجل دعم مهنة وظائف التربية والتعليم ؛ تحديد السن الأقصى لاجتياز المباريات في 30 سنة، بغية جذب المترشحات والمترشحين الشباب نحو مهن التدريس وبهدف ضمان التزامهم الدائم في خدمة المدرسة العمومية علاوة على الاستثمار الأنجع في التكوين وفي مساراتهم المهنية. وتشكل هذه الإجراءات؛ تشدد وزارة التربية الوطنية، محطة أولى في مسلسل الارتقاء بالتوظيف ودعم جاذبية مهن التربية.