حذرت منظمة مكافحة الفقر "أوكسفام" من أن عدد الأشخاص الذين يواجهون ظروفا مشابهة لظروف المجاعة زاد بمقدار ستة أمثال خلال العام الماضي، وذلك بسبب "ثلاثة عوامل مميتة"؛ الصراعات، ووباء كورونا وتغير المناخ. وأوضحت المنظمة في تقرير بعنوان "فيروس الجوع يتكاثر"، أن هناك 155 مليون شخص في 55 دولة يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وذكرت المنظمة الإنسانية في تقريرها، الذي أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي.إيه.ميديا): "أدى الصراع المستمر، بالإضافة إلى الاضطرابات الاقتصادية للوباء وأزمة تغير المناخ المتصاعدة، إلى انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي بشكل كارثي في بؤر الجوع الساخنة في العالم، وإلى ظهور بؤر جوع جديدة". وبحسب التقرير، تتصدر جمهورية الكونغو الديمقراطية دول العالم من حيث العدد المقدر للمواطنين الذين يواجهون "الجوع على مستوى الأزمة" عند 8ر21 مليون، حيث يقترب عدد سكان البلاد من 90 مليونًا، وفقا لإحصائية البنك الدولي لعام 2020. ووفقا للتقرير، تضم قائمة أكبر عشر بؤر تواجه خطر الجوع الشديد في العالم، أفغانستان واليمن وجنوب السودان. ويتضمن التقرير عددًا من التوصيات لمعالجة الأزمة، بما في ذلك تقديم المجتمع الدولي مساعدات اقتصادية وإنسانية طارئة إلى مناطق الجوع والصراعات الساخنة، والتعاون العالمي من أجل "بناء أنظمة غذائية أكثر عدلاً ومرونة واستدامة". كما يدعو التقرير مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى إلى دعم حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا واتخاذ "إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة تغير المناخ". واختتمت المنظمة تقريرها بالقول إنه لا يمكن وضع نهاية للجوع ما لم يتم اتخاذ تدابير جماعية صارمة لعلاج الأسباب الكامنة للظلم الذي يغذي الجوع. من جانبه قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن انعدام الأمن الغذائي الحاد قفز بنسبة 74 في المئة هذا العام، إذ أدت زيادات أسعار الغذاء الأخيرة إلى تفاقم الضغوط الحالية جراء الصراعات وتغير المناخ وجائحة كوفيد-19. وقال البرنامج إن عددا قياسيا يبلغ 270 مليون شخص يعانون هذا العام أو معرضون لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يُعرّف بأنه أي نقص في الغذاء يهدد الأرواح أو مصادر الرزق أوكليهما. وأوضح مؤشر البرنامج لأسعار المواد الغذائية أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في الأسواق الدولية بمعدل سنوي 33.9 في المئة في يونيو حزيران. ويقيس المؤشر سلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الحليب واللحوم والسكر. وبعد أن ظل الجوع العالمي يتراجع لعشرات السنين فإنه يشهد ارتفاعا متواصلا منذ 2016. ويقول البرنامج الحائز على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، إن حوالي 690 مليون شخص، أي تسعة في المئة من سكان العالم، ينامون جوعى كل ليلة. ويستهدف البرنامج هذا العام مساعدة 139 مليون شخص فيما يمثل أكبر عملية في تاريخه.