من المتوقع أن يتزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 79 بلدا بنسبة 80 في المائة، وذلك حسب التقرير الأخير لبرنامج الغذاء العالمي، مشيرا إلى أن العدد سينتقل من 149 مليون شخص قبل جائحة كورونا إلى حوالي 270 مليون شخص بحلول نهاية سنة 2020. وحسب ذات التقرير، فإن "الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا كانت لها آثار واسعة النطاق على ديناميات الهجرة والجوع"، مشيرا إلى أن القيود غير المسبوقة على التنقل والتجارة والنشاط الاقتصادي بسبب انتشار الوباء أدت إلى ركود عالمي وتسببت في ارتفاع مستويات الجوع. هذا وأكد التقرير أن الحجر الصحي وغيرها من الإجراءات الاحترازية تسببت في ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، مشيرا إلى أن العمال المهاجرين الذين يعتمدون على العمل اليومي يظهرون كمجموعة معرضة بشكل متزايد لخطر انعدام الأمن الغذائي وفقدانهم للدخل ومناصب الشغل، مما دفع العديد منهم إلى العودة لديارهم بعد أن أصبحوا غير قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم. وأشار التقرير أيضا إلى أن حوالى 3 ملايين مهاجر قد تقطعت بهم السبل بسبب قيود السفر الناجمة عن وباء كورونا وباتوا غير قادرين على العودة إلى أماكن عملهم أو مجتمعاتهم أو بلدانهم، مما أدى إلى ظهور حالات جديدة بحاجة للمساعدة وكانت قد توقعت لجنة الأممالمتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا) أن ينضم أكثر من ثمانية ملايين عربي إلى "عداد الفقراء" في المنطقة جراء انتشار فيروس كورونا المستجد. وأوردت اللجنة في دراسة نشرتها بعنوان "فيروس كورونا: التخفيف من أثر الوباء على الفقر وانعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية" أن "عدد الفقراء سيرتفع في المنطقة العربية مع وقوع 8,3 مليون شخص إضافي في براثن الفقر"، ونبهت إلى أنه "نتيجة لذلك، من المتوقع أن يزداد أيضا عدد الذين يعانون من نقص في التغذية بحوالى مليوني شخص".