لاشك أن أزمة تفشي جائحة “كورونا” لها تداعيات اقتصادية واجتماعية على مختلف دول العالم، بالإضافة إلى ماتسببت فيه من مآسي إنسانية صحية منذ اندلاعها قبل أشهر. وإذا كانت المجتمعات والدول الغربية، والتي تسجل إلى حدود اليوم أكبر نسبة من الإصابات والوفايات، قد تضررت كثيراً من الناحية الاقتصادية وفقدت مائات الآلاف من مواطنين لوظائفهم، فإن الدول المسماة ب”العالم الثالث”، تعيش على وقت أزمة حقيقية قد تؤدي إلى الكارثة، نظراً لهشاشة اقتصاداتها، بالرغم من جميع الإجراءات الاجتماعية، التي واكبت إجرائها مكافحة انتشار الجائحة. وفي نفس السياق توقعت دراسة جديدة أصدرتها لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية، “الإسكوا”، قالت فيها أن 8.3 ملايين شخص إضافي سيقع في براثن الفقر بالمنطقة “العربية” نتيجة انتشار جائحة “كورونا”، كما ستخسر المنطقة حوالي 1.7 مليون وظيفة على الأقل. ومن جهتها قالت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، “الإسكوا”، في حوار لعا نشرته موقع “أخبار الأممالمتحدة”، (قالت) : إننا أمام “أزمة إنسان. أزمة مواطن. أزمة معيشة”. ودعت رولا شيتي، الناشطة النسائية والحقوقية بالإضافة إلى انها خبيرة اقتصادية، الدول الأعضاء في “الإسكوا”، إلى “العمل معا في تعاضد وتضامن من أجل تخطي هذه المحنة بأقل خسائر بشرية ممكنة”، مشيرة إلى “الضرورة التفكير من الآن بما بعد أزمة كورونا”. وتابعت ذات المتحدثة “نحن نتكلم عن فئات من المجتمع وأصحاب المشاريع الصغيرة، بما في ذلك مشاريع القطاع الرسمي وغير الرسمي التي تستحوذ أكثر من 85 % من العمالة في العالم العربي. دخل جميع هذه الفئات سيتضرر كثيرا، إذ كما نعلم، هناك حظر تجول، وإغلاق للمحال التجارية وتعطيل للأنشطة الاقتصادية والخدماتية. وقالت رولا شيتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، “الإسكوا”: ” هذه الفئات ستتضرر كثيرا. في الإسكوا نتوقع أن يضاف حوالي 8 ملايين شخص إلى عدد الفقراء الحالي في المنطقة العربية. كان هناك حوالي 93 مليون مواطن فقير، اليوم نتوقع أن يرتفع هذه الرقم -نتيجة أزمة كورونا- ليصل إلى 101 مليون شخص. كما أن الطبقة الوسطة بدأت للأسف بالانكماش. نرى ارتفاعا في الفئات المستضعفة، في منطقة تستعر فيه الحروب والنزاعات، وهناك تداعيات كبيرة على اللاجئين وعلى البلدان التي تعاني من نزاعات والتي لا تتوفر فيها الظروف الصحية المناسبة لتقديم العلاج”.