بدأ المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار، وضع أخر اللمسات على التركيبة البشرية للأسود في معسكر الإمارات قبل السفر في ال12 من شهر يناير الجاري للغابون، للبحث عن ثاني التتويجات لأسود الأطلس ب »مونديال افريقيا » بعد إخفاقات متتالية. وسبق رحيل رفاق العميد بنعطية للغابون، الكثير من الجدل بشأن اختيارات الناخب الوطني، الغير مفهومة لدى العديد من المتتبعين، إذ وجهت انتقادات كبيرة لهيرفي رونار، بخصوص مواصلته تصفية ما سمي عليه ب »تركة الزاكي » بعد إقدامه على إسقاط العديد من الأسماء التي كانت إلى الأمس القريب تعد من ركائز الفريق الوطني في بداية منافسات الاقصائيات بعد أن اكتشفها الناخب الوطني السابق بادو الزاكي. وأقدم هيرفي رونار، على إسقاط الموهبة حكيم زياش، دون أن يضمه حتى للائحة الأولية، كما أصر على التعويل في مركز المدافع الأيسر على حمزة منديل، رغم تنافسيته المحدودة، وإسقاط أشرف الأزعر، الذي كان يعول عليه بادو الزاكي، في هذا المركز وخاض مع الأسود أقصائيات « الكان » قبل مجيء رونار، كما اختار هذا الأخير، إرغام الجناح أمرابط على التأقلم مع مركز الظهير الأيمن رغم تواجد المقاتل شفيق، الذي خاض بدورة بعضا من مباريات الاقصائيات مع الزاكي. وفي المقابل أعاد رونار الثقة في وسط الميدان لمبارك بوصوفة، بعد عدم اقتناع بادو الزاكي بخدماته في وقت سابق، ليصبح الأن من ركائز رونار والمعول عليه كثيرا لصناعة اللعب في وسط ميدان الأسود، فيما غير رونار المهاجم التقليدي لبادو الزاكي، يوسف العربي، باختيارات أخرى، كان أخرهم يوسف الناصيري، إضافة لضمه للاعبين جدد أمثال كل من عزيز بوحدوز، رشيد العليوي. ويبقى الدهاء التكتيكي، للمدرب الفرنسي، هيرفي رونار، أهم نقاط قوته، عكس الناخب السابق بادو الزاكي، المعروف بمحدوديته التكتيكية، إذ أبان رونار، عن قوته في هذا الجانب مع كل المنتخبات الافريقية التي قادها لمنصة التتويج بكأس افريقيا خلال النسخ الأخيرة، كما أظهر علو كعبه في هذا الجانب مع المنتخب المغربي كذلك خلال المباريات السابقة. وعكس بادو الزاكي، يستطيع هيرفي رونار خوض مباراة واحدة بأكثر من خطة، وتغيير مراكز اللاعبين وفق نهج وتكتيك الخصوم، إذ يبقى أمر التشكيل والخطة لدى هيرفي رونار عير مكشوف، ولا تتضح معالمه إلا بعد بداية المواجهة، وهو عامل مهم سيكون في صالح المنتخب المغربي، حيث خاض رونار مباريات الأسود السابقة بنهج وتشكيل وكذا تكتيك مغاير يتغير من مباراة لأخرى. ولعل إقدام هيرفي رونار، على استدعاء ظهير أيسر واحد في اللائحة النهائية، خير دليل على كون الناخب الوطني الحالي يؤمن بمبدأ تغيير النهج والتشكيل وفق مقومات الخصم، إذ أن حمزة منديل، مثلا الذي يشغل مركز الظهير الأيسر، قد لا يحتاجه رونار في أكثر من مباراة، إذا قرر اللعب بخطة 3-5-2، وهو التفسير الذي يمكن أن نجده لاكتفائه بظهير أيسر واحد.