يبدو أن قيادات حزب العدالة والتنمية الاسلامي، عازمة على جر تنظيمها الحزبي إلى الفوضى السياسية والتنظيمية، فبعد إعلان إدريس الأزمي، استقالته من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة، جاء الدور على عبد الإله بنكيران، ليهدد هو الآخر بالاستقالة من "المصباح". ووقع عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق، وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، رسالة بخط يده، تداولها عدد من قياديي الحزب المحسوبين على تياره، يهدد فيها بالاستقالة نهائيا في حال مصادقة ممثليه في البرلمان على مشروع القانون المتعلق بتقنين القنب الهندي. وقال بنكيران في الوثيقة: "بصفتي عضوا في المجلس الوطني للحزب، أعلن أنه في حالة ما إذا وافقت الأمانة العامة للحزب على تبني القانون المتعلق بالقنب الهندي، فإنني سأجمد عضويتي في الحزب". وأضاف "وإذا ما صادق ممثلو الحزب في البرلمان على القانون المذكور، فإنني سأنسحب من الحزب نهائيا". وعلق المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، على خطوة بنكيران، بالقول: "ما يؤسفني حقا في خرجات بنكيران الدانكيشوطية، أنه يعرف خبايا الامور ويزايد على إخوانه في اللايفات والرسائل، يعرف ما وراء الستار ويضع اخوانه في الزاوية الضيقة، لربح بعض النقاط داخل الحزب و"رد الصرف" لبعض من يعتبرهم طعنوه في الخلف". وأضاف "بنكيران لا يهمه الكيف أو تطبيع أو قاسم انتخابي هو فقط يبحث عن قضية محرجة يركب موجتها للعودة للمشهد السياسي للانتقام ممن يفترض أنهم أهانوه وخانوه"، مضيفاً "الذي يعرف بنكيران يعرف أنه رجل محب للسلطة وعاشق للاضواء ويخشى العزلة وهو مستعد لفعل أي شيء للبقاء في دائرة الضوء مهما كلف الامر حتى بحمل رشاش وإطلاق النار في كل الاتجاهات على اخوان الامس". وشرعت حكومة سعد الدين العثماني، الخميس المنصرم، في دراسة مشروع قانون لتقنين استخدام القنب الهندي في الأغراض الطبية والصناعية. وحسب المذكرة التقديمية للمشروع، يطمح المغرب إلى جلب "استثمارات عالمية من خلال استقطاب الشركات المتخصصة في الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي في الأغراض الطبية والصناعية". واعتبرت أن "تطوير الزراعات المشروعة للقنب الهندي كفيل بتحسين دخل المزارعين، وحمايتهم من شبكات التهريب الدولي للمخدرات، وجلب الاستثمارات العالمية؛ بهدف الاستفادة من مداخيل السوق الدولية لهذه النبتة".