مازالت الأسئلة الأكثر شيوعا في الوقت الراهن المرتبطة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد-19′′ المطروحة في السوق العالمية لا تنتهي.. فمن سؤال "ما هو أفضل لقاح؟" إلى "ما الفروق بين اللقاحات المتوفرة حاليا؟"، يبقى العالم تائها. ولحد الساعة، تبرز 7 أبرز لقاحات عالمية ضد كورونا، وهي لقاح "سبوتنيك في" الروسي، و"أسترازينيكا-أكسفورد" البريطاني، و"فايزر-بيونتك" الأميركي-الألماني، و"سينوفارم" الصيني، بجانب لقاحات "مودرنا" و"جونسون آند جونسون" و"نوفافاكس" الأمريكية. وتهم وجوه المقارنة بين اللقاحات، وفقا للدكتور أسامة أبو الرُّب وهو عضو اللجنة الاستشارية لمؤتمر الإعلاميين العلميين العالمي في سول – كوريا الجنوبية، "الفعالية" أي النسبة المئوية للحد من المرض في مجموعة من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح مقارنة بالمجموعة التي لم تتلقَّ اللقاح، ثم "عدد جرعات اللقاح" و"السعر" وأيضا "درجة الحرارة اللازمة للتخزين". وحول الجواب عن سؤال "ما أفضل لقاح لفيروس كورونا المستجد؟" ففي الحقيقة لا يوجد لقاح أفضل بشكل مطلق، فجميع اللقاحات ستقلل من حالات دخول المستشفى والوفيات، ولكن قد يكون لقاح أفضل من حيث سهولة التخزين بالنسبة لدولة ليس لديها ثلاجات تبريد فائقة مثلا. وبالتالي كل لقاح له إيجابياته، ولذلك نرى أن العديد من الدول تستخدم أكثر من لقاح لتطعيم سكانها ضد فيروس كورونا. (ملاحظة: الأرقام الواضحة في الجدول أعلاه تقريبية، وقد تتغير بناء على تغير الدراسات أو أسعار البيع أو ظهور معطيات جديدة) 1- لقاح معهد جماليا الروسي اسم اللقاح "سبوتنيك في" (Sputnik V)، وطوّره معهد جماليا في موسكو. واللقاح الروسي قائم على نواقل من الفيروس الغدي (Adenoviral vectors)، وتعد الفيروسات الغدية البشرية من الأكثر سهولة وبساطة بالنسبة لعملية التعديل، ولذلك اتسع نطاق انتشارها كنواقل. و"النواقل" (vectors) هي حوامل يمكنها إيصال المادة الجينية من فيروس آخر إلى الخلية. وتتم إزالة المادة الجينية للفيروس الغدي الذي يسبب العدوى، بينما يدخل جين يحمل كودا "شيفرة" لبروتين من فيروس آخر، وفي الحالة الراهنة من فيروس كورونا المستجد، واسمه العلمي "سارس كوف 2". وهذا المكون المضاف الجديد يساعد الجهاز المناعي في الاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة التي تحميه من العدوى. 2- لقاح أسترازينيكا-أكسفورد هذا اللقاح طوّره المختبر البريطاني أسترازينيكا وجامعة أكسفورد "أسترازينيكا-أكسفورد" (AstraZeneca-Oxford)، والتقنية التي يستخدمها هي "النواقل الفيروسية" (Viral vector)، وفيها يستخدم فيروس آخر أقل ضراوة، يجري تحويله ليضاف إلى جزء من فيروس كورونا، ويتم إدخال الفيروس المعدل إلى خلايا الأفراد، التي تقوم بدورها بإنتاج بروتين نموذجي ل"سارس كوف 2′′، وهو ما من شأنه دفع أنظمتهم المناعية إلى التعرف عليه. ويستخدم لقاح أكسفورد-أسترازينيكا فيروسا غدانيا (Adenoviruses) كناقل فيروسي، في تقنية تشبه اللقاح الروسي. 3- لقاح فايزر-بيونتك طوّرته شركة "فايزر" (Pfizer) الأميركية وشريكتها "بيونتك" (BioNTech) الألمانية، ويعمل على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA) وهو جزيء يخبر خلايانا بما يجب أن تصنعه. يتم حقن هذا اللقاح في الجسم، ويقوم بإدخال هذا الجزيء الذي يتحكم في آلية لتصنيع مستضد معين لفيروس كورونا "سنبلة" (spike)، وهو طرف مميز للغاية موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها. وسيتم بعد ذلك اكتشاف هذه السنبلة من قِبَل الجهاز المناعي الذي سينتج الأجسام المضادة، وستبقى هذه الأجسام المضادة لفترة زمنية معينة. 4- لقاح مودرنا هذا اللقاح طوّرته شركة مودرنا (moderna) الأميركية، ويستخدم لقاح مودرنا تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" نفسها التي يستخدمها لقاح فايزر-بيونتك. 5- لقاح شركة نوفافاكس اللقاح طوّرته شركة نوفافاكس (Novavax) الأميركية. ويعتمد على إدخال جين معدل في فيروس يسمى الفيروس البكتيري (baculovirus)، وسمحوا له بإصابة خلايا الحشرات، وبعد ذلك جُمّعت بروتينات السنبلة "سبايك" من هذه الخلايا في جزيئات نانوية (nanoparticles) والتي في حين أنها تبدو مثل فيروس كورونا، لكن لا يمكنها التكاثر أو التسبب في "كوفيد-19". ويتم حقن هذه الجسيمات النانوية في الجسم عن طريق اللقاح حيث تؤدي لتشكيل الجهاز المناعي استجابة للجسم المضاد. وإذا واجه الجسم فيروس كورونا في المستقبل فإن جهاز المناعة يكون قادرا على صده. 6- لقاح شركة جونسون آند جونسون اللقاح طوّرته شركة "جونسون آند جونسون" (The Johnson & Johnson) الأميركية، ويعتمد على فيروس غدي معدل (modified adenovirus) -وهو فيروس شائع يسبب أعراضا شبيهة بالزكام- تم تصميمه لنقل أجزاء من المادة الوراثية من بروتين "السنبلة" (spike) الموجود في فيروس كورونا. 7- لقاح شركة سينوفارم من تطوير شركة سينوفارم (Sinopharm) الصينية، ويعتمد على فيروس معطل "خامل"، وقامت شركة سينوفارم بتطويره بالتعاون مع معهد ووهان لعلم الفيروسات ومعهد المنتجات البيولوجية، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله. وفي تكنولوجيا اللقاح الخامل (Inactivated vaccine) تتم معالجة العوامل المعدية من فيروس كورونا المستجد -كيميائيا أو عبر الحرارة- لإفقادها خطورتها، لكن مع الحفاظ على قدرتها في إنتاج رد مناعي، وهذا أكثر أشكال التلقيح تقليدية.