في الوقت الذي تتسابق فيه شركات الأدوية العالمية لاستكمال تجارب لقاح "كوفيد-19″، أصبحت اللوجيستيات المطلوبة لتوصيلها إلى جميع أنحاء العالم موضع تركيز كثيرين وستكون مهمة لا مثيل لها. وبحسب اتحاد النقل الجوي الدولي، فإن الأمر سيتطلب استخدام 8 آلاف طائرة شحن "بوينغ-747" لتقديم جرعة واحدة من اللقاح إلى 7.8 مليار شخص، ويجب التخطيط بدءاً من الآن. وقال ألكسندر دي جونياك، وهو المدير العام والرئيس التنفيذي لاتحاد النقل الجوي الدولي، في بيان إن "نقل لقاحات كوفيد-19 بأمان ستكون مهمة القرن بالنسبة لقطاع الشحن الجوي العالمي". وأضاف: "نحث الحكومات في تسهيل التعاون عبر سلسلة اللوجستيات، بحيث تكون المرافق، والترتيبات الأمنية، والعمليات المتعلقة بالحدود جاهزة للمهمة الضخمة والمعقدة القادمة". ولطالما لعب قطاع الشحن الجوي دوراً مهماً في توزيع اللقاحات، حيث يوفر أنظمة حساسة للوقت ودرجة الحرارة، والتي ستكون ضرورية للنقل السريع والفعال للقاحات كورونا، وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي. وتعمل العشرات من فرق البحث حول العالم على تطوير لقاح ل"SARS-CoV-2″، وهو الفيروس المسبب ل"كوفيد-19″، باستخدام مزيج من التقنيات الراسخة والجديدة. ويوجد حالياً 29 لقاحاً يتم اختباره في تجارب بشرية متعددة، تعمل في وقت واحد حول العالم. وبمجرد الموافقة على استخدام اللقاح، سيتم الترخيص والتصنيع على نطاق واسع. لكن بدون التخطيط السليم، لن تتمكن هذه اللقاحات من "التحليق" في السماء. ومن بين المخاوف الرئيسية التي ذكرها اتحاد النقل الجوي الدولي هي توفر المعدات والمرافق التي يتم التحكم بدرجة حرارتها، إلى جانب الموظفين المدربين. كما يجب أن تكون قدرات المراقبة موجودة أيضاً. ويقول اتحاد النقل الجوي الدولي إنه يجب تتبع تصاريح المشغلين الذين يحملون اللقاح بسرعة، وإعفاء أفراد طاقم الرحلة من متطلبات الحجر الصحي لضمان الحفاظ على سلاسل إمدادات البضائع. ويشكل الأمن مصدر قلق آخر، حيث أشار اتحاد النقل الجوي الدولي إلى أن اللقاحات ستكون سلعاً ذات قيمة عالية. لذلك، يجب تأمين الشحنات وحمايتها من العبث والسرقة. ويؤدي قطاع الطيران دوراً مهماً خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث يعمل على تقديم الإمدادات الأساسية لأوائل المستجيبين، وتعد طائرة "بوينغ-747" هي المفتاح الأساسي لهذه الجهود. وحذر اتحاد النقل الجوي الدولي من أن سعة الشحن في قطاع النقل الجوي العالمي قد تأثرت بشدة بسبب الوباء، حيث قامت شركات الطيران بتقليص حجم شبكاتها وتخزينها لمدة طويلة بسبب انخفاض الطلب عليها. ويتم نقل حوالي نصف الشحنات الجوية في العالم بواسطة طائرات الركاب، مع وضعها بالمنطقة التي يتم فيها تخزين الأمتعة بالطائرة. وأوضح اتحاد النقل الجوي الدولي أن النقل البري سيلعب أيضاً دوراً هاماً في توزيع اللقاحات، ولكن لا يمكن نقلها عالمياً دون الاعتماد الكبير على الشحن الجوي.