قديمًا قيل بعض الكربات تحمل في طياتها مكرمات، ومن مكرمات كورونا انها عرفت المغاربة عن أبطال ونجوم تحملوا المسؤولية الحكومية بكل قوة وأبانوا عن استحقاقهم للمهام التي وكلت إليهم. استراتيجيات ودراسات وملفات ثقيلة بأهداف واضحة ودقيقة واجتماعات ماراثونية لإقناع المهنيين والمانحين وتنقلات مكوكية عبر عواصم العالم هكذا انطلق مخطط المغرب الأخضر الذي لم تخطئه نيران الأصدقاء والأعداء حتى كاد أن يتفرق دمه بين القبائل. صحيح أن لكل إصلاح كلفة معنوية ومالية، أما الكلفة المالية فتلك بديهية نعرفها جميعًا لكن جرعة الحكامة الزائدة التي صاحبتها جنبت المخطط إنزلاقات مخططات استعجالية حكومية، انطلقت مع مخطط الأخضر في نفس التوقيت صرفت عليها الملايير دون جدوى. وأما الكلفة المعنوية فتتجسد في حجم التحدي والإصرار على النجاح الذي كنت أراه في قلوب أطر الوزارة قبل عيونهم مهندسون ودكاترة من ألمع ما انجبت هذه الأرض : مرغي، حمامو، سعود، بنتهامي، هرو، المرحوم البدراوي… والقائمة طويلة، أطر على مستوى كبير من الخبرة والمسؤولية. المسؤولية الحكومية ليست نزهة على ضفاف نهر أبي رقراق ولا لقاءً حزبيا توزع فيه الابتسامات والتطمينات بالبقاء في الحكومة وأن تغيرت الحقيبة الوزارية إلى 'صاكاضو' صغير. المسؤولية الحكومية هي مسار طويل من الالتزام الجاد لبناء وتعزيز الثقة هي عمل دؤوب و شحذٌ لهمم أطر عانت بيروقراطية المكاتب وتعسفات الدواوين هي أن تمنح الجميع الاحترام دون تمييز ودون تنمر أو تكلف هي ان تقنع آخر مستخدم أن حضوره إلى الوزارة مهم وحيوي وضروري وأنه جزء مهم من صورة جميلة لا تكتمل بغيابه. نجاح مخطط المغرب هو قصة تفوق جماعي للذكاء المغربي المشترك هو لحظة إجماع حقيقي صادق غير مفترى عليه. قدر مخطط المغرب الأخضر أن يتحمل الى جانب التغييرات البيئة وشح الأمطار وتمدد العمران والتصحر، المؤامرات السياسوية التي تستهدف الكسب الانتخابي على حساب مكتسبات الوطن عبر ترديد أسطوانات مشروخة و تمرير مسرحيات سمجة من قبيل ان الفلاحين الصغار لا يستفيدون والموارد المائية… اليوم في زمن القرصنة الدولية المشروعة بحثا عن الطعام والدواء، المغرب يؤكد سيادته وأمنه الغذائي في ظل سنة جافة منتوجات المغرب الفلاحية والسمكية تملا الأسواق بأسعار معقولة. مخطط المغرب كوكب من الكواكب التي زينت سماء بلادنا فرجاءً توقفوا عن قصف سيارات الإسعاف. *برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار