يحتفي مهرجان فنون التراث الموسيقي الذي تحتضن مدينة فاس دورته الثانية خلال الفترة ما بين 4 و 6 ماي المقبل بمختلف الألوان والتعبيرات الموسيقية التراثية التي تزخر بها العاصمة العلمية والروحية للمملكة. ويروم هذا الحدث الثقافي والفني الذي تنظمه " جمعية سيدي التهامي المدغري لطرب الملحون " تحت شعار " تراثنا الموسيقي .. إيقاعات المحبة والسلام " التعريف بالمنجز الفني للعديد من الشيوخ والمجموعات الغنائية والموسيقية التي استطاعت من خلال أعمالها الفنية والإبداعية أن تحافظ على هذا الموروث الفني الأصيل وأن تضمن استمراريته . ويتضمن برنامج الدورة الثانية لهذا المهرجان الذي ينظم بتعاون وتنسيق مع جماعة فاس ومقاطعة فاسالمدينة تنظيم سهرات فنية كبرى تشارك في إحيائها مجموعات فلكلورية تراثية من مختلف المدن المغربية منها حمادشة وعيساوة وكناوة والدقة المراكشية وأهل توات وعبيدات الرمى والطقطوقة الجبلية وغيرها. كما ستتميز دورة هذه السنة من المهرجان الذي ستحتضن فعالياته فضاءات " جنان السبيل " بفاس بتنظيم مسابقة لإنشاد قصائد الملحون يؤطرها باحثون جامعيون إلى جانب تكريم مجموعة من الأسماء والشخصيات التي ساهمت عبر مبادراتها وأعمالها في النهوض بالمشهد الموسيقي والفني بفاس . يشار إلى أن مهرجان فنون التراث الموسيقي الذي يعد من ضمن المهرجانات التراثية الكبرى التي تحتضنها مدينة فاس يروم صيانة التقاليد الموسيقية التراثية التي تمتح من الموروث الموسيقي المغربي كما أصل له فنانون وشيوخ كبار في فن الملحون والمجموعات الشعبية كحمادشة ودرقاوة وكناوة وغيرها . كما تهدف هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي يحضرها العديد من الفنانين من شيوخ ومريدي الطرق الصوفية إلى جانب المولعين والمهووسين بالموروث الموسيقي التقليدي الأصيل إلى المحافظة على هذه الأنماط الفنية وضمان استمراريتها باعتبارها تشكل روافد مهمة في المتن الموسيقي التراثي المغربي الذي يتغنى بقيم السلم والمحبة ويشدو للجمال بمختلف تمظهراته كما يخصص مساحات كبيرة للحديث عن لواعج النفس البشرية وأحاسيسها .