تصدرت ملفات « صفقة القرن » المزعومة، والصراع المحتدم في ليبيا، ومكافحة التطرف، وشطب السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، كلمات الزعماء وقادة المنظمات الإقليمية والدولية، في فعاليات اليوم الأول للقمة الإفريقية في أديس أبابا. والأحد، انطلقت بالعاصمة الإثيوبية، القمة الإفريقية العادية ال33، تحت شعار « إسكات البنادق وتهيئة الظروف للتنمية في إفريقيا ». ويشارك المغرب بوفد رسمي رفيع يترأسه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ويضم كلا من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، محسن الجزولي، والسفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا – الاممالمتحدة، ومحمد عروشي. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، في كلمته لدى افتتاح القمة، إن « إفريقيا تحتاج إلى تعاون جميع الشركاء الدوليين لحل الأزمة القائمة في ليبيا ». وأضاف فكي: « نقدر انطلاق مبادرة السلم والمصالحة في ليبيا بالتزامن مع مسار مؤتمر برلين ». كما دعا رئيس المفوضية الإفريقية، الولاياتالمتحدة إلى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأعرب عن « القلق من تحول الشباب نحو التطرف ». صفقة قرن مرفوضة وبالنسبة ل »صفقة القرن » الأمريكية المزعومة، حذر فكي، من أنها « ستفاقم من الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ». واعتبر الخطة الأمريكية « انتهاك لكل قرارات الأممالمتحدة، وقرارات الاتحاد الإفريقي، ولن تسهم إلا في زيادة التوتر ». في السياق، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الدول الإفريقية لتأكيد رفضها ل »صفقة القرن »، والعمل لعقد مؤتمر دولي للسلام. وقال اشتية، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس: « خطة ترامب لا تشكل الحد الأدنى من العدالة والحقوق لشعبنا الفلسطيني، ولا تتضمن المعنى الحقيقي للسيادة الفلسطينية والحرية على المعابر، وتضرب بعرض الحائط أسس القانون الدولي ». وتابع: « فلسطين تلتزم بالحل السياسي على أساس المرجعيات الدولية، ولكن هذه الخطة تريد شرعنة الأمر الواقع، وإلغاء تسمية هذا الوضع باسمه الحقيقي وهو الاحتلال العسكري، المخالف للقوانين والمرجعيات الدولية ». وأشار أن تجارب المفاوضات قد عجزت عن الوصول إلى حل يفضي لقيام دولة فلسطينية، وإنه يجب إعادة التفكير في الآليات المتبعة، دون مزيد من التفاصيل. أزمة ليبيا تزداد تعقديا وفي ملف الأزمة الليبية، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، خلال كلمته، إن « الأزمة في ليبيا تزداد تعقيدا وتتفافم تداعياتها على صعيد القارة الإفريقية بشكل عام ». وأشار الغزواني إلى أن مجموعة دول الساحل الخمس (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد) وضعت مؤخرا، بالتعاون مع شركائها، خارطة طريق تهدف إلى الرفع من فعالية مواجهتها للنشاط المتنامي للحركات الإرهابية. ولفت أن بلاده حريصة على أن تتحقق أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، في سعيها إلى إيجاد تحول اقتصادي واجتماعي تكاملي يفضي إلى بناء إفريقيا متطورة، ومزدهرة، وآمنة، ومستقرة. وقال الغزواني: « الأفارقة لن يتمكنوا من بناء تنمية مستدامة ولا تحقيق اندماج اقتصادي قاري مثمر إلا بقدر ما نتمكن من تحقيق الأمن والسلام في قارتنا، خصوصا في ليبيا ومنطقة الساحل في الوقت الراهن ». من ناحيته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا، قائلا إن « الحل السياسي وحده ما سيجلب السلام للشعب الليبي ». وقال غوتيريش، أمام القمة الإفريقية، إنه يتعين وضع حد للصراع في ليبيا، مضيفا: علينا ألا ننسى أن الأزمة فيها مثل أزمة المناخ لديها تأثير مباشر على دول الساحل الإفريقي وما وراءها. وذكر أنه يشاطر الدول الافريقية مشاعر الإحباط بشأن الوضع في ليبيا منذ 2011. وتابع: « وضعنا إطار شراكة جديدة بين الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة لتنسيق جهودنا المشتركة بشكل أفضل ». ومضى غوتيريش قائلا: « أدعم بشكل كامل فكرة تنظيم اجتماع في افريقيا لمصالحة الفصائل المتحاربة بليبيا ». واستطرد: « وقف إطلاق النار في ليبيا هو ضرورة قصوى ». شطب السودان من قائمة الإرهاب وفيما يخص السودان، قال غوتيريش، إن « الوقت قد حان لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ». الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، تحدث هو الآخر، في كلمته، حول الأزمة الليبية، قائلا، إن « ليبيا تشهد تصعيداً خطيراً للأزمة، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اندلاع العمليات القتالية حول طرابلس ». وأضاف أبو الغيط، أن « الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي قادران على إخراج البلاد من أزمتها ودعم عملية المصالحة الوطنية الجامعة بين أبنائها ». ودعا إلى تثبيت الهدنة القائمة بين الأطراف الليبية والوصول إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار ومراقبته، وإيقاف كافة أشكال التدخلات الخارجية بالشأن الليبي. وشدد على أنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة في إفريقيا بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في القارة. وطالب أبو الغيط بتعظيم العمل المشترك لمعالجة التحديات الأمنية وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار دول القارة السمراء. وتستمر القمة الإفريقية التي شهدت مشاركة إفريقية ودولية واسعة، على مدار يومين. وسيتم خلالها نقل رئاسة الاتحاد الإفريقي من مصر إلى جنوب إفريقيا.