أسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 813 شخصا، بينهم اثنان في الفلبينوهونغ كونغ، في حصيلة تجاوزت الحصيلة العالمية لوباء سارس، إلا أن منظمة الصحة العالمية قالت إنها ترى في استقرار عدد الإصابات الجديدة « نبأ سارا ». وبلغ عدد الإصابات المؤكدة الأحد في الصين قرابة 37 ألفا ومئتين، أي 2600 إصابة جديدة مقارنة بالحصيلة اليومية السابقة. وبذلك تكون الحصيلة قد تجاوزت عدد وفيات متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) الذي أودى بحياة 774 شخصاً في العالم عامي 2002 و2003. وتسبب فيروس كورونا المستجد -الذي ظهر في ديسمبر في سوق بمدينة ووهان وسط الصين- في 89 وفاة إضافية الساعات ال 24 الأخيرة بالصين (بدون هونغ كونغ ومكاو) وهو أكبر عدد وفيات خلال يوم واحد جراء هذا الوباء، وفق ما أعلنت لجنة الصحة الوطنية. ووقعت 81 من بين وفيات أمس في إقليم هوبي وسط الصين حيث تتركز أغلب حالات الإصابة، في حين سجل تراجع « نادر » بالوفيات في ووهان عاصمة الإقليم التي شهدت أول ظهور للمرض. ويخضع قسم من الصين القارية لحجر صحي، وقد بلغت حصيلة الوفيات جراء المرض 813 شخصا، بالإضافة إلى وفاة شخص في هونغ كونغ وآخر في الفلبين. أخبار الجيدة مقابل ذلك، هنا يمكن رصد خمسة أمور تدعو إلى التفاؤل والاطمئنان في سير المعركة ضد فيروس كورونا، ويتعلق الأمر ب: 1- معدل الوفيات أقل من سارس قال الكاتب بيار بيرتو، في التقرير الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، إن معدل وفيات فيروس كورونا الجديد -وفقا لمنظمة الصحة العالمية- يبلغ 3%، وهذه النسبة تعد أقل بكثير من تلك التي تخص المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، فمع معدل وفيات 9.6% تسبب هذا الفيروس في وفاة 774 شخصا عام 2003، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية. كما أن مؤشر انتشار العدوى هو متوسط نسبيا لفيروس كورونا، تحديدا 2 مقابل 17.6 بالنسبة للفيروس العجلي المسؤول عن الالتهاب المعدي المعوي. 2- الصين تبذل جهودا جبارة تعمل الصين على مواجهة فيروس كورونا الجديد، مستخدمة جميع الوسائل وأحدثها، من رجال آليين وذكاء اصطناعي وكاميرات تستخدم الأشعة فوق البنفسجية وتكنولوجيا التعرف على الوجوه. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت بالجهد « الملفت » الذي تبذله الصين لمواجهة فيروس كورونا المستجد، داعيا إلى تجنب أي « وصم قد ينتج أحيانا من وضع كهذا ». وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي في أديس أبابا على هامش قمة للاتحاد الأفريقي من المقرر أن تعقد الأحد والاثنين؛ « من الواضح أن الصين تبذل جهدا هائلا لاحتواء المرض وتجنب انتشاره. أعتقد أن هذا الجهد ملفت ». 3- تقدم أكثر في فهم الفيروس يقول علماء صينيون إن حيوان آكل النمل الحرشفي (نوع صغير من الثديات) قد يكون « المضيف الوسيط » للفيروس الذي ينتقل عبره العامل المعدي للإنسان. ويسمى الحيوان حامل الفيروس من دون أن يصاب ويمكنه نقله إلى أنواع أخرى « مخزنا ». وفي حالة فيروس كورونا المستجد، يعتقد أن منشأه هو الخفافيش، حسب دراسة أخيرة، لأن خارطته الجينية متطابقة مع تلك التي تحملها الخفافيش بنسبة 96%. لكن بما أن الفيروس الذي تحمله الخفافيش غير قادر على الانتقال إلى البشر، انتقل إلى نوع آخر يعرف « بالمضيف الوسيط »، ومن ثم أصاب الإنسان. مع تقدم العلماء أكثر في فهم الفيروس، فإن هذا يتيح لهم معرفة طرق لتقليل خطر العدوى، وأيضا الوقاية من المرض، كما يساعدهم في تطوير طرق للتشخيص المبكر، وتطوير لقاح وعلاج للمرض. 4- استقرار الإصابات في هوبي قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم، خلال مؤتمر صحفي عقده السبت في جنيف، إن هناك « استقرارا » في حالات الإصابة بمقاطعة هوبي الصينية، حسب ما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء. 5- تقدم التشخيص قال فريق علماء من جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا إنهم اخترعوا أسرع جهاز لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا. وأوضح العلماء -في مؤتمر صحفي الجمعة للكشف عن الجهاز الجديد- « الكشف المبكر عن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا الجديد قد صار تحديا محدقا في أنحاء العالم، في الوقت الذي يواصل فيه الوباء انتشاره. » وأضافوا أن الجهاز الجديد يستطيع -باستخدام تكنولوجيا شرائح الموائع الجزيئية- رصد الفيروس خلال أربعين دقيقة من لحظة أخذ العينة وإجراء الاختبار، مقارنة بتكنولوجيا « تفاعل البوليمارات المتسلسل » (بي سي آر) المستخدمة حاليا، والتي تستغرق ما بين ساعة ونصف وثلاث ساعات للكشف عن الفيروس.