تتعرض لبنان خلال الساعات الجارية لأعنف قصف إسرائيلي منذ سنوات طويلة، وهو ما خلف إلى حدود اللحظة مقتل وإصابة المئات من اللبنانيين، بينهم أطفال ونساء، فيما حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، من "حرب إبادة" على بلاده. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الاثنين، عن مقتل 100 شخص وإصابة أكثر من 400 آخرين، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، جراء الغارات الإسرائيلية "المتمادية" على البلدات والقرى الجنوبية. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة العامة، في بيان له، أن "غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 100 شخص وإصابة أكثر من 400 جريح"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية. وأوضح البيان أن من بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون، فيما لم يوضح البيان أين كانت غالبية الضحايا. يأتي ذلك عقب تنفيذ الجيش الإسرائيلي، منذ صباح الاثنين، أكثر من 250 غارة على مناطق متفرقة جنوب وشرق لبنان، هي الأعنف منذ اندلاع المواجهات بينه وبين "حزب الله" في 8 أكتوبر الماضي. وأعلن وزير التربية اللبناني عن إقفال المدارس والجامعات اليوم وغدا في الجنوب والبقاع وضاحية بيروتالجنوبية. وسبق أن أعلنت وزارة الصحة في بيانات متفرقة، مقتل 50 شخص وإصابة أكثر من 300 آخرين، جراء غارات إسرائيلية استهدفت شرقي وجنوبي البلاد. وتشهد بلدات الجنوباللبناني موجة نزوح غير مسبوقة بسبب القصف الإسرائيلي، فيما تشهد الشوارع الرئيسية في مدينة صيدا والطرق المؤدية إليها ازدحاما خانقا للنازحين. وفي هذا الصدد، حث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، الأممالمتحدة على الضغط على إسرائيل لوقف "العدوان" على بلاده، محذرا من "حرب إبادة" على لبنان. وقال ميقاتي أمام مجلس الوزراء، إن إسرائيل تخطط "لتدمير القرى والبلدات اللبنانية" وطلب تدخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة و"الدول المؤثرة"، متهما إسرائيل بوضع "مخطط تدميري" وشن "حرب إبادة" ضد لبنان. وقال ميقاتي: "نجدد التزامنا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بشكل كامل، ونعمل كحكومة على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة، ونتجنب قدر المستطاع الوقوع في المجهول". وتابع: "ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن مخاوفه من تحويل جنوبلبنان إلى غزة ثانية، وأنها حرب يجب أن تنتهي، هذا الموقف يجب أن يكون حافزا للجميع، لا سيما لدول القرار للصغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن، وحل القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد حل الدولتين والسلام العادل والشامل".