سجل المغرب تقدماً ملحوظاً في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، حيث ارتقى 14 مرتبة ليحتل المركز 129، بعد أن كان في المرتبة 144. يأتي هذا التحسن في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تراجعاً ملحوظاً في المؤشر السياسي لحرية الصحافة، وسط أزمات سياسية وحروب تعصف بالمنطقة. ويعود التقدم المحقق في المؤشر السياسي لحرية الصحافة بشكل رئيسي، وفق التقرير الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، إلى عدم وجود اعتقالات جديدة للصحفيين في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أنه لا تزال حرية الصحافة في المغرب تعاني من ملاحقات قضائية متواصلة، حيث تُستخدم القوانين الجنائية لمقاضاة الإعلاميين الناقدين. أصدر الملك محمد السادس عفوا عن ثلاثة صحافيين، بمناسبة عيد العرش الذي يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه الحكم.وتضمن العفو الصحافيين عمر راضي وسليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين، الذين كانوا معتقلين لعدة سنوات، وكان الصحافيون الثلاثة قد اشتهروا بانتقاداتهم للسياسات الحكومية، وأدينوا جميعهم بتهم منها الاعتداء الجنسي، وهو ما نفوه بشدة. وفي معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تستمر السلطات في فرض سيطرتها على وسائل الإعلام من خلال العنف، الاعتقالات، القوانين المقيدة، والضغوط المالية، وتؤدي هذه السياسات إلى تراجع حرية الصحافة في العديد من دول المنطقة، التي تعاني من الإفلات المنهجي من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. وفق للتقرير، تشهد فلسطين (المرتبة 157) تدهوراً كبيراً، حيث أصبحت من أخطر البلدان على الصحفيين. منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، بعد قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 160 صحفي في غزة، منهم أزيد من 22 أثناء قيامهم بعملهم. كما أن لبنان والسودان وسوريا تشهد أزمات مماثلة، مع تزايد العنف ضد الصحفيين بسبب النزاعات المسلحة. وعلى المستوى العالمي، حافظت النرويج على صدارة القائمة للعام السابع على التوالي، تليها كل من الدنمارك والسويد. في المقابل، تراجعت العديد من الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل ملحوظ، حيث أصبحت المنطقة بؤرة لانتهاكات حرية الصحافة، مما يجعلها من أخطر المناطق على الصحفيين في العالم. من جهة أخرى، جاءت فنلندا وأيرلندا في مراتب متقدمة نظراً لاحترامهما لحرية التعبير واستقلالية الصحافة، في حين أن دولاً مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران تذيلت التصنيف، حيث تحكمها أنظمة قمعية تفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام وتستهدف الصحفيين بأقصى درجات القمع. تعاني الصحافة في دول المنطقة من الرقابة المتزايدة والتشريعات السالبة للحرية. في الكويت (المرتبة 131) ولبنان (المرتبة 140) تتبنى الحكومات تشريعات تقيد حرية الإعلام، بينما في دول مثل الجزائر (المرتبة 139) ومصر (المرتبة 170)، يتم استهداف الصحافة المستقلة بالاعتقالات والمضايقات.