أشادت إسبانيا بجهود المغرب في إحباط محاولات الهجرة الجماعية نحو مدينة سبتةالمحتلة، يوم أمس الأحد "15 شتنبر"، في وقت عبر فيه وسائل إعلام إسبانية من مخاوف تكرار ما حدث أمس عقب انتشار دعوات جديدة لتنفيذ عمليات اقتحام جماعي للثغر المحتل يوم 30 شتنبر الجاري. والإثنين، عاد الهدوء تدريجيا إلى معبر باب سبتة الحدودي، بعد يوم عصيب وليلة ساخنة من المواجهات العنيفة والمطاردات والاعتقالات والإصابات التي عاشها المعبر والمناطق المحيطة به، عقب دعوات الهجرة الجماعية صوب مدينة سبتةالمحتلة يوم 15 شتنبر. إشادات إسبانية وأشارت الحكومة الإسبانية إلى جهود المغرب في كبح عمليات الاقتحام الجماعي لسبتةالمحتلة، حيث نوهت وزيرة الشؤون والأمن الاجتماعي والهجرة، إيلما سايز، ب"الجهد الهام" الذي يبذله المغرب على طول الحدود مع سبتة لاحتواء محاولات الهجرة الجماعية. وقالت سايز في مؤتمر صحفي لتقديم تطبيق "الأمان الاجتماعي"، اليوم الإثنين، إن "التعاون مع المغرب سلس ومريح للغاية، وذلك بفضل العمل الاستثنائي لقوات الأمن المغربية وقوات الأمن الإسبانية، وفي ظل جهود دائمة ومتبادلة للطرفين". واعتبرت الوزير سايز أن "الهجرة غير النظامية هي مأساة إنسانية"، مشددة على أن سياسة الهجرة للحكومة الإسبانية "تضع حقوق الإنسان في المقدمة وتركز على العمل المستمر لضمان أن تكون الهجرة منظمة وآمنة وقانونية" وفق تعبيرها. من جانبه، أشاد رئيس الحكومة المحلية بمدينة سبتة، خوان فيفاس، بدور المغرب في التصدي لعمليات الهجرة الجماعية إلى سبتة، مشيرا إلى أن السلطات المغربية قامت بعملية "بارزة جداً" ساهمت في إحباط العمليات المستمرة والمكثفة لاقتحام سبتة. وأشار فيفاس في تصريح إذاعي، صباح اليوم الاثنين، إلى ما أسماه "نضج المجتمع السبتي في مواجهة الأحداث التي وقعت يوم أمس الأحد الماضي"، موضحا أن المدينة عاشت وضعا قلقا ومتوترا على الحدود يوم أمس، مضيفا: "لكن المدينة أظهرت نضجاً يعكس طبيعة شعبنا"، حسب قوله. وتابع قوله: "أعتقد أنه يجب استغلال هذه الفرصة للإشادة بالعمل الممتاز الذي قام به الحرس المدني والشرطة الوطنية يوم أمس"، مشيرا إلى هذا العمل يتم طوال العام، وبالتالي يستحقون أكبر تقدير منا، في ظروف غاية في الصعوبة ولفائدة وحدتنا الإقليمية" وفق تعبيره. في نفس السياق، أشارت وزارة الداخلية الإسبانية إلى "الجهود الكبيرة" التي بذلها المغرب على طول الحدود مع سبتة لمنع الاقتحام الجماعي للمدينة، كاشفة أنه لم يتم تسجيل أي حالة تسلل إلى سبتة طيلة يوم أمس الأحد. وأشارت الوزارة إلى أن التعاون مع قوات الأمن المغربية يبقى تعاونا دائما، وأن "العمل الاستثنائي، المستمر خلال الأيام الأخيرة، قد مكن من السيطرة على الوضع". أرقام رسمية ووفقا للحصيلة نصف الشهرية التي قدمتها الداخلية الإسبانية حول عداد المهاجرين الذين دخلوا البلاد، فإن مدينة سبتة سجلت خلال الأيام الخمسة عشر الأخيرة، ما مجموعه 109 حالة دخول عبر الطرق البرية. وأشارت أرقام الداخلية الإسبانية إلى غالبية حالات التسلل إلى سبتة خلال الأسبوعين الأخيرين، تمت في الغالب عن طريق تجاوز الحواجز الحديدية أو القفز فوق السياج الحدودي، مشيرة إلى عدم تسجيل أي دخول عبر البحر، سواء عبر السباحة أو عبر القوارب. وبحسب الأرقام الإجمالية، فقد شهدت سبتة منذ بداية العام الجاري وإلى حدود يوم أمس الأحد 15 شتنبر، 2026 حالة دخول عبر طريق البر، مقابل 717 حالة في نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة كبيرة بلغت 182%. وبخصوص عمليات التسلل إلى سبتة عبر البحر، تشير أرقام الداخلية الإسبانية إلة تسجيل 19 عملية دخول منذ بداية العام الجاري وإلى منتصف شتنبر، مقابل 54 حالة في نفس الفترة من 2023، بانخفاض تجاوز 64%، فيما تم تسجيل دخول 4 قوارب مقارنة ب14 قارباً في نفس الفترة من 2023. وعلى العكس تماما من الوضع في سبتة، فإن مدينة مليلية المحتلة شهدت منذ بداية العام الجاري وحتى ال15 من شتنبر الحالي، 65 عملية دخول إلى المدينة في إطار الهجرة السرية، مقابل 112 حالة في عام 2023. وتصدر شهر غشت المنصرم صدارة الأرقام في هذا الإطار، حيث كشفت الداخلية الإسبانية أن عدد القاصرين الذين تمكنوا من التسلل إلى سبتة خلال هذا الشهر لوحده، بلغت 300 حالة. المغرب يوقف الآلاف واليوم الإثنين، علمت جريدة "العمق" من مصدر مغربي مطلع، أن عدد مرشحي الهجرة السرية الذين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن المغربية، خلال يوم أمس الأحد فقط، تجاوز 1500 شخص، أغلبهم قاصرون ومراهقون وشبان، تم ترحيلهم إلى مدن بعيد عن الشمال عبر حافلات. وبحسب مصدر الجريدة، فإنه منذ 11 شتنبر وإلى غاية يومه 16 شتنبر، بلغ مجموع الموقوفين من طرف السلطات المغربية، 4455 مرشحا للهجرة السرية، بينهم 3795 مغربيا فوق 18 سنة، و141 قاصرا مغربيا، إلى جانب 519 أجنبيا، جلهم من الأفارقة جنوب الصحراء والجزائريين. وشير معطيات الجريدة إلى أن هؤلاء المرشحين نفذوا 6 محاولات جماعية كبرى لاقتحام سبتة، دون أن يتمكن أي منهم من التسلل إلى المدينةالمحتلة، فيما كشف المصدر ذاته أنه سيتم تقديم 70 موقوفا إلى القضاء، في حين تم ترحيل الآخرين إلى مدن بعيدة عن الشمال. وبحسب ما عاينته جريدة "العمق"، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، فإن عددا كبيرا من مرشحي الهجرة بدؤوا في مغادرة المنطقة في اتجاه مدن أخرى، أغلبهم مشيًا على الأقدام عبر الطرق المؤدية إلى طنجة وتطوان، فيما تراجع آخرون للاختباء في غابات بليونش وبعض الأحياء الشعبية بالفنيدق. وأفادت مصادر "العمق" بأن أحداث الأمس، نهارا وليلا، خلفت عشرات الإصابات في صفوف قوات الأمن والمرشحين، تم نقل أغلبهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، فيما عاينت جريدة "العمق" نقل مجموعة من المصابين عبر سيارات الإسعاف بشكل مستمر، طيلة يوم أمس. ووفق ما رصدته الجريدة في ساعات الصباح الأولى من اليوم الإثنين، فإن أحداث العنف خلفت أضرارا مادية بممتلكات عامة وخاصة، بمدينة الفنيدق وقرب المعبر الحدودي باب سبتة، حيث عانيت الجريدة تكسير سيارات وحافلات وواجهات محلات ومنازل وأرصفة، وسط وابل من الحجارة في الشوارع والأزقة. سيطرة أمنية تامة وأشارت مصادر الجريدة إلى أن السيطرة الأمنية التامة التي فرضتها السلطات الأمنية بالمعبر وعلى طول الحدود مع المدينةالمحتلة وداخل مدن الفنيدق والمضيق وتطوان وطنجة، منعت المرشحين من التسلل إلى سبتة رغم إقدامهم على عشرات المحاولات للوصول إلى البحر والسياج الحدودي. وعرفت المنطقة استنفارا أمنيا كبيرا جدا لمواجهة التدفقات الكبيرة لآلاف المرشحين للهجرة السرية، فيما انتشلت الوقاية المدنية جثتين بشاطئ الفنيدق، بعد زوال أمس الأحد، يُرجح أنهما تعودان لمرشحين للهجرة السرية سباحةً نحو مدينة سبتةالمحتلة، فيما تم إنقاذ شخص ثالث من الغرق. وكان المغرب قد دفع بتعزيزات أمنية كبيرة إلى معبر سبتة والمناطق المحيطة به، وبالفنيدق، السبت والأحد، في ظل عمليات توافد غير مسبوقة لمرشحي الهجرة السرية مشيًا على الأقدام إلى المنطقة، عقب انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ "هجرة جماعية" يوم 15 شتنبر. وبحسب ما عاينته جريدة "العمق"، فقد انتشر عناصر الأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة بكافة المناطق المتاخمة للحدود مع سبتة، مع تطويق كامل للمعبر الحدودي، إلى جانب تعزيز تواجدها بشكل مكثف في مختلف شوارع وأحياء الفنيدق والمضيق وتطوان. وطيلة الأيام القليلة الماضية، توافد المئات من المرشحين إلى المنطقة، قادمين من مدن مغربية مختلفة، أغلبهم مشيًا على الأقدام، بعدما شددت السلطات من إجراءاتها بمداخل مدن الشمال، فيما كانت عناصر الأمن تفتش سيارات الأجرة والحافلات وحتى السيارات الخاصة، لتعقب المشتبه في احتمال مشاركتهم في الأحداث. كما رصدت الجريدة تواجدا كبيرا لعناصر الأمن بالزي المدني في أماكن متفرقة بمدن الفنيدق وتطوان وطنجة والمضيق، إلى جانب معبر باب سبتة ومحيطه ومنطقة بليونش، فيما ظلت مصالح الأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي تقوم بدوريات أمنية مكثفة بالمنطقة. وتصاعدت في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات تحرض الشباب والمراهقين على التسلل إلى سبتة يوم 15 شتنبر سباحةً وعبر اقتحام السياج الحدودي، وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إعلان حالة استنفار أمني واستخباراتي لتعقب المحرضين ومعرفة الجهات التي تقف وراء الأمر. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه السواحل الشمالية للمملكة، خاصة بالفنيدق وبليونش، تصاعدًا لافتًا في محاولات الهجرة السرية عن طريق السباحة نحو مدينة سبتةالمحتلة، فيما تمكنت مصالح الأمن من توقيف المئات من المرشحين، طيلة الأسابيع الماضية. يُشار إلى أن عمليات أمنية مكثفة باشرتها مصالح الأمن والدرك بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والسلطات المحلية، في الأيام الماضية، أسفرت عن توقيف العشرات من المشتبه في تورطهم في التحريض على اقتحام سبتة جماعيا على مواقع التواصل الاجتماعي.