كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الاحتلال الإسرائيلي ألقى 3 قنابل أميركية من نوع "إم كي 84" على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس بغزة، ما أدى إلى وقوع واحدة من أبشع المجازر في الحرب، وفق الدفاع المدني بغزة. وقال المرصد إن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها في أكثر المناطق اكتظاظا بالنازحين لا يمكن تبريره بأي حال، معتبرة أن استخدام هذه القنابل مؤشر إلى نية قتل أكبر عدد من المدنيين. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة بشعة بحق خيام النازحين بمنطقة مواصي خان يونس بقطاع غزة، ما تسبب في دفن مخيم كامل للنازحين تحت الرمال. وكشف الدفاع المدني بقطاع غزة، أن الغارات استهدفت تجمعا لخيام النازحين مكونا من 20 خيمة على الأقل مأهولة بالسكان في منطقة ادعى الاحتلال أنها إنسانية، مشيرا إلى أن الغارات خلفت حفرا بعمق 10 أمتار. وفي ردود الفعل، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مواصي خان يونس بقطاع غزة، وقالت إنها "انعكاس للفشل الدولي في وقف حرب الإبادة وتهجير شعبنا". من جانبها، قالت حركة أدانت حركة الجهاد الإسلامي مجزرة مواصي خان يونس، وقالت إنها "جريمة حرب تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأميركية التي تزود الكيان النازي بالأسلحة". ووصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تصريح للجزيرة، المجزرة بأنها "يندى لها الجبين"، مشيرا إلى سقوط أكثر من 40 شهيدا وأكثر من 60 جريحا حتى الآن. وأوضح الدفاع المدني بغزة أن الاحتلال قصف مواصي خان يونس بصواريخ شديدة الانفجار، ما تسبب في دمار كبير، وخلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار، لافتا إلى أن المنطقة التي تعرضت للقصف كانت تضم ما بين 20 و40 خيمة نازحين. وفي أول تعليق له، ادعى جيش الاحتلال أن الغارة الجوية التي نفذها في خان يونس استهدفت مركز قيادة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في المنطقة، بحسب زعمه. المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، قال في تصريح للجزيرة: "نحن أمام واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب"، مشيرا إلى أن عددا من الشهداء دفنوا تحت الأرض، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ وسط شح الإمكانيات. وتابع قوله: "تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة كبيرة في انتشال الشهداء وسط انعدام الإمكانيات وعدم وجود مصدر ضوء، وسط هلع كبير بين السكان في المنطقة المحيطة بعدما كانوا نياما ويعتقدون أنهم آمنين". واعتبر المتحدث أن "هذا الحدث صعب للغاية، والتقديرات أننا أمام واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب المسعورة. والاحتلال أصبح يتجرأ على مثل هذه المجازر في ظل صمت تام لمؤسسات العالم عن جرائمه السابقة". يأتي ذلك بعد مرور 340 يوما منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث واصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة في القطاع، ما أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيا خلال 24 ساعة الأخيرة.