تعيش مدينة مراكش، تحت وطأة ظاهرة الكلاب والقطط الضالة التي باتت تشكل تحديًا للسلطات المحلية. وفي هذا السياق، قامت جماعة مراكش بمبادرات لمكافحة هذه الظاهرة، بما يضمن سلامة المواطنين وحفاظًا على جمالية المدينة. مركز تعقيم في إطار جهودها لمكافحة انتشار الكلاب والقطط الضالة، شرعت جماعة مراكش في إنشاء مركز حديث لتعقيم هذه الحيوانات. وصرح مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة بجماعة مراكش، منصف الشرقاوي، أن المركز الجديد الذي عاينته كاميرا جريدة "العمق"، يتضمن إدارة متكاملة، وحضيرة تشمل مواقع فردية للكلاب والقطط، بالإضافة إلى جناح مخصص لعمليات التعقيم. ويأتي هذا المركز، وفق ما صرح به الشرقاوي للجريدة، في إطار استراتيجية جماعة مراكش التي تهدف إلى التحكم في عدد الكلاب والقطط الضالة بطرق حضارية تضمن سلامة الحيوانات وسلامة المواطنين على حد سواء. أرقام قياسية تشير الإحصائيات التي قدمها الشرقاوي إلى أن جماعة مراكش والجماعات المجاورة تمكنت من احتجاز ما يقارب 15,000 كلب وقط خلال سنة 2023. موضحا أن هذا الرقم يعكس حجم التحدي الذي تواجهه السلطات المحلية في السيطرة على هذه الظاهرة المتفاقمة. ولفت المتحدث إلى أنه تم دعم هذه العمليات باقتناء شاحنتين متطورتين لنقل الكلاب والقطط الضالة، بتمويل من وزارة الداخلية، مما يسهم في تسريع عمليات الاحتجاز والتعقيم. تتم عمليات التدخل بناءً على شكايات المواطنين، أو بشكل ذاتي من طرف مصالح الجماعة، حيث يتم احتجاز الكلاب والقطط الضالة وإخضاعها لعملية التعقيم. وفقًا للشرقاوي، ويتم بعد ذلك إعادة الحيوانات إلى أماكنها إذا لم تشكل خطرًا على صحة المواطنين، أو الاحتفاظ بها في المركز في حال كانت تشكل تهديدًا. كما تعمل الجماعة على عقد شراكات مع جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بالرفق بالحيوانات، لضمان معالجة إنسانية لهذه القضية. اتفاقيات مرتقبة كل هذه الجهود تأتي بدعم من وزارة الداخلية، التي لعبت دورًا حاسمًا في توفير الموارد اللازمة للجماعة لتنفيذ خطتها لمكافحة ظاهرة الكلاب الضالة. كما كشف الشرقاوي عن إعداد الجماعة لاتفاقية شاملة تهدف إلى تخليص المدينة من ظاهرة الدواب المنتشرة هي الأخرى، بما يسهم في الحفاظ على صحة المواطنين ونظافة المدينة، إضافة إلى تحسين جمالية المنظر العام. خلال زيارتنا، عاينت كاميرا الجريدة عملية احتجاز لعدد من الكلاب من قبل مصالح الجماعة، وكيفية التعامل مع هذه الحيوانات، التي يرى المشرفون عليها أنها تضمن عدم إلحاق الأذى بها، وفي الوقت نفسه توفر الحلول الفعالة للحد من تزايد أعدادها في الشوارع. وتسعى جماعة مراكش من خلال هذه المبادرات، وفق مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة، إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على سلامة المواطنين وحماية حقوق الحيوانات، في نموذج يمكن أن يحتذى به في باقي المدن المغربية.