تمكن البطل سفيان البقالي، والمنتخب المغربي الأولمبي، من انقاذ ماء وجه الرياضة المغربية، وذلك بمنحهما للمغرب ميداليتين في دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024′′ حيث توج البقالي بذهبية سباق 3000 متر، وأشبال الأطلس ببرونزية كرة القدم. وشهدت مشاركة المغرب بالألعاب الأولمبية الباريسية، توالي الانتكاسات والإخفاقات في جل الرياضات، الشيء الذي وضع الأجهزة المسؤولة عن مختلف الرياضات بالمغرب في فوهة المدفع، ودفع بالمغاربة إلى التساؤل عن أسباب هذا الفشل الذريع في ظل الميزانية المخصصة لهذه المنافسة، و كذلك الرسالة الملكية الداعية إلى شحد همم الرياضيين المغاربة لتشريف المملكة في مختلف الملتقيات الدولية. فمنذ انطلاق الألعاب الأولمبية، كان المغرب يراهن على رياضيين فقط من أصل 60 آخرين، ويتعلق الأمر بكل من البطل سفيان البقالي الذي حقق مبتغى المغاربة وفاز بالذهبية، والملاكمة خديجة المرضي، التي فشلت في بلوغ نصف نهائي الملاكمة 75 كلغ سيدات، ليكون عنصر المفاجأة في هذه الدورة هو المنتخب المغربي الأولمبي الذي توج بالميدالية البرونزية للمرة الأولى في تاريخه. وعلى خطى المهتمين بالشأن الرياضي في المغرب، علق المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف، بدوره عن هذه هذه المشاركة المغربية بالأولمبياد، وأكد ل"العمق" أن "هذه الحصيلة تبقى هزيلة جدا بحكم الإمكانيات المادية المهمة التي يتم توفيرها للجامعات الرياضية، بالإضافة إلى الرعاية الملكية لجميع الرياضات والرياضيين المغاربة". ونبه أوشريف إلى "خلل واختلالات تمنع وصول الأبطال المغاربة لمنصات التتويج عالميا، رغم صرف المنح المتعلقة بالتكوين في المنتخبات الوطنية لجميع الرياضات، وتوفير جميع الظروف الملائمة"، داعيا المسؤولين والوزارة الوصية على الرياضة إلى فتح تحقيق دقيق في "هذه المهزلة ومحاولة إيجاد حلول آنية". واعتبر المحلل الرياضي أوشريف، أن الحل لهذه الانتكاسة هو "وضع برنامج جديد احترافي وأكاديمي، وذلك بإعطاء فرصة للأبطال السابقين المجربين لتسيير الجامعات الرياضية وتوقيف الرؤساء الحاليين، خصوصا الذين فشلوا في التسيير لسنوات عديدة، ولم يسبق لهم تحقيق النتائج المطلوبة". وأكد أن المغرب في ظل الرسائل الملكية السامية لتطوير الرياضة المغربية والدعم الملكي الكبير للرياضيين والرياضة عامة، "تبقى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هي النموذج الناجح بشكل كبير في الوصول لنتائج مبهرة أهمها وصول المنتخب المغربي لنصف نهاية كأس العالم قطر 2022، ثم وصول المنتخب الأولمبي للمربع الذهبي لأولمبياد وتتويجه بالبرونزية الباريسية، ناهيك عن النتائج المبهرة للمنتخب الوطني داخل القاعة ثم المنتخب النسوي المغربي". وأضاف "أن الرؤية والرعاية الملكية للرياضة والرياضيين، تسعى لصنع عدد كبير من الأبطال لتحقيق نتائج مشرفة للمغرب في المنافسات العالمية أهمها الألعاب الأولمبية وبطولة العالم، لكن حصيلة أولمبياد باريس تطرح تساؤلات عديدة، حول جودة الأبطال والشفافية في اختيارهم لتشريف المغرب في المنافسات العالمية". يذكر أن المنتخب المغربي الأولمبي، بقيادة طارق السكتيوي، حقق إنجازا تاريخيا، عقب تتوجيه بالميدالية البرونزية، واحتلاله للمركز الثالث في منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس 2024، بعد فوزه على نظيره المصري بسداسية نظيفة، أمس الخميس. في حين توج البطل المغربي سفيان البقالي، بالميدالية الذهبية لسباق 3000 متر موانع في نفس المسابقة، ليحافظ بذلك بالتاج الأولمبي للمرة الثانية توالي.