سيكون ملعب "الفيلودروم" بمدينة مارسيليا بداية من الساعة الخامسة عصرا، على موعد مع اختبار من العيار الثقيل للمنتخب المغربي الأولمبي حين يواجه نظيره الإسباني، لحساب نصف نهائي منافسات كرة القدم من دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024". وسيسعى أشبال الأطلس لضمان الحصول على أول ميدالية أولمبية في منافسات كرة القدم بتاريخ الكرة المغربية والعربية، كما يأمل المنتخب المغربي في تكريس نجاحات الكرة المغربية في السنوات الأخيرة والتأهل لنهائي منافسات أولمبياد باريس واستمرار التفوق الكروي، بعد أن نجح في تحقيق "إنجاز تاريخي"، بحصد المركز الرابع في كأس العالم الأخيرة 2022 بقطر. ويعول الناخب الوطني، طارق السكتيوي، على الثنائي المخضرم أشرف حكيمي وسفيان رحيمي، بالإضافة إلي عدد من المواهب الشابة على رأسهم عبد الصمد الزلزولي وبلال الخنوس وإلياس بن صغير وإلياس أخوماش، من أجل خطف بطاقة التأهل إلي نهائي أولمبياد باريس 2024. ويتصدر سفيان رحيمي قائمة هدافي أولمبياد باريس 2024، برصيد 5 أهداف وبفارق هدفين عن الثلاثي إبراهيم عادل لاعب المنتخب المصري الأولمبي، وفيرمين لوبيز لاعب إسبانيا، ومارسيلو فيرنانديز نجم منتخب باراجواي. وتصدر المنتخب المغربي جدول ترتيب المجموعة الثانية ب6 نقاط بعد الفوز على الأرجنتين والعراق والخسارة من أوكرانيا ثم أقصى الولايات في ربع النهائي برباعية نظيفة. بينما تأهل المنتخب الإسباني لهذا الدور بعد أن حل ثانيا في المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط حيث فاز على الدومنيكان وأوزبكستان والخسارة من مصر ثم الفوز على اليابان بثلاثية نظيفة في ربع نهائي البطولة. وستعرف المباراة مواجهات بين وجوه مألوفة، إذ يلعب حكيمي أمام زميله في باريس سان جيرمان الحارس أرناو تيناس، وسيلعب إلياس أخوماش لاعب فياريال مع زميله الإسباني أليكس باينا، وسيكون عبد الصمد الزلزولي لاعب ريال بيتيس في مواجهة مع زميله السابق خوان ميراندا المنتقل إلى بولونيا مؤخرا. وسيشهد اللقاء المرتقب، الذي سيكون إعادة لثمن نهائي كأس العالم بقطر 2022 وحسمه رفاق أشرف حكيمي بركلات الترجيح، غياب بلال الخنوس بسبب تلقيه لإنذار ثان أمام المنتخب الأمريكي في ربع النهائي. وسيدير مباراة المغرب وإسبانيا الحكم الأوزبكي إلجيز تانتاشيف، ومساعده أندري تاسابينكو وتيمو جاينلين من أوزبكستان أيضا بجانب الحكم الرابع السويدي جلين نيبيرج، ومواطنه حكم الفيديو أندرياس سوديركيفست. تألق الكرة المغربية أكد طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي الأولمبي، أن السياسة الملكية الرشيدة وضعت كرة القدم الوطنية في الطريق الصحيح، وكانت وراء تألق المنتخبات الوطنية، آخرها بلوغ "أشبال الأطلس" نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، مؤكدا أن "ثمار هذه السياسة، بدأت بالظهور، وهذا الأمر يجعلنا متعطشين أكثر لتحقيق ما هو أفضل"، وفق تعبيره. وقال السكتيوي، قبل المواجهة المرتقبة التي ستجمع النخبة الوطنية بالمنتخب الإسباني، "إن المباراة ستلعب على جزئيات بسيطة"، مضيفا: "نعرف نقاط قوة وضعف الفريق الإسباني مثلما الأخير يعرف نقاط قوتنا وضعفنا". وتابع السكتيوي: "المباراة صعبة، بحكم أنها تندرج في إطار نصف نهائي الألعاب الأولمبية، وبالتالي، الجميع واع بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وشخصيا، دائما أقول إنني أتشرف بتواجدي مع هؤلاء الرجال، الذين لمسنا فيهم حبا كبيرا للوطن وغيرة على الراية المغربية". وزاد قائلا: "هؤلاء اللاعبين يستحقون بلوغ النهائي، وهم رجال بكل ما تحمل الكلمة من معنى وعلى وعي كبير بالمسؤولية ويكنون حبا كبيرا لوطنهم، المباراة ستُلعب على جزئيات بسيطة، المنتخب الإسباني مكشوف لنا والعكس صحيح، بعد المباريات التي لعبها كل منتخب في هذه الدورة". وتحدث السكتيوي عن تطور كرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة، وقال: "كرة القدم الوطنية تعرف، في السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا، على جميع الأصعدة، والفضل الأول في ذلك يعود إلى الملك محمد السادس، نظرا لرؤيته الصائبة وتوجيهاته الرشيدة، وبعد ذلك يأتي العمل الكبير الذي يقوم به فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم". مباراة انتقامية اعتبرت وسائل إعلام إسبانية أن المواجهة المنتظرة بين المنتخب المغربي الأولمبي ونظيره الإسباني في نصف نهائي مسابقة كرة القدم، ضمن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، هي فرصة لل"انتقام" من خسارة "لاروخا" من أسود الأطلس في مونديال قطر 2022. وقالت صحيفة "موندو ديبورتيفو" في تقرير لها حول اللقاء بعنوان "الانتقام لما حدث في مونديال قطر"، في إشارة إلى أن هذه المواجهة تُعيد إلى الأذهان مباراة المنتخب الوطني الأول أمام "لاروخا" في النسخة الماضية من المونديال. وأضاف المصدر نفسه: "شاءت الأقدار أن يلتقي منتخبا إسبانيا والمغرب مرة أخرى في بطولة كبرى، هذه المباراة ليست فقط من أجل المنافسة على الميدالية الذهبية، إنها فرصة لإسبانيا للانتقام لما حدث قبل أقل من عامين في قطر". ويطمح المنتخب الإسباني الفائز بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو للوصول إلى نهائي منافسات كرة القدم للرجال للمرة الثانية تواليا، والسير على منوال المنتخب الأول المتوج بلقب كأس أمم أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه. وسيلتقي الفائز من هذه المواجهة أمام الفائز من مباراة مصر وفرنسا في النهائي، أما الخاسر فلن تنتهي آماله في حصد ميدالية أولمبية، إذ سيخوض مواجهة مع الخاسر من المباراة الأخرى على الميدالية البرونزية.