تواصلت ثورة الذكاء الاصطناعي في دعم الأسواق المالية العالمية، خاصة في وول ستريت. حيث تتنافس شركات التكنولوجيا في تسجيل ارتفاعات متتالية في القيمة السوقية خاصة مع المرتبط منها بالذكاء الاصطناعي. خلال شهر يونيو من العام الجاري ارتفعت القيمة السوقية لشركة إنفيديا لتتجاوز 3.33 تريليون دولار، مما توجها الشركة الأكثر قيمة في جميع أنحاء العالم، لوقت قصير حيث تجاوزت القيمة السوقية لعملاقة التكنولوجيا من أمثال مايكروسوفت، وأبل. وذلك قبل أن تعود عملاق الهواتف المحمولة للصدارة في غضون عشرة أيام. حققت شركة إنفيديا هذا الإنجاز في أعقاب عام رائع للشركة مع تسجبل أسهمها قفزات هائلة وصلت نسبتها إلى 172% منذ يناير، حيث وصلت إيرادات الربع الأول من العام المالي 2025 إلى 26 مليار دولار – بزيادة قدرها 262% عن العام السابق. عام الأرقام القياسية للأصول المالية جذبت تقارير الأرباح الكبيرة بعض من صغار المستثمرين والساعين من الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي، عن طريق الاستثمار من خلال شركات تعطي بونص بدون إيداع والتي توفر حد أدنى من رأس المال الذي قد يمكن بعض من المبتدئين او صغار المستثمرين من الاستفادة من القفزات الكبيرة في سوق الأسهم، وغيره من الأصول المالية الأخرى مثل الذهب الذي سجل مستويات قياسية خلال 2024 بدعم من التحول المنتظر في السياسة النقدية الأمريكية. كذلك وجد المعدن الأصفر الدعم من التوترات الجيوسياسية خاصة في منطقة الشرق الأوسط. في نفس الإطار، كانت العملات المشفرة من أكبر الأصول المالية التي حققت ارتفاعات قياسية خلال 2024، بقيادة البيتكوين عملة المشفرة الأولى عالميًا والتي سجلت ايضًا مستويات لم تشهدها من قبل. مبادرات دمج وتعاون شركات التكنولوجيا في الوقت الحالي، ترجح التقارير استمرار تقنية الذكاء الاصطناعي في قيادة مكاسب سوق الأسهم بشكل أكبر من الارتفاعات الاخرى في الأصول المالية، نظرًا لعمليات الدمج والتعاون ما بين شركات التكنولوجيا والتي تظهر مبادرات قد توفر دعم بشكل أكبر لأسهم تلك الشركات. تعدد خلال الجزء التالي من التقرير عمليات التعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي ما بين شركات التكنولوجيا. في أحدث خطواتها لتعزيز ريادتها في صناعة التكنولوجيا، انضمت إنفيديا إلى شركة شركة هيوليت باكارد (HPE) لإطلاق مبادرة تهدف إلى تزويد الشركات بأدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتعزيز الابتكار وتعظيم العائدات مع الحماية من المخاطر الكامنة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. يقدم التعاون بين الشركتين حلول للذكاء الاصطناعي قائمًا على السحابة يعد بتعزيز خصوصية البيانات وأمانها، إلى جانب خيارات مرنة لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي المتطورة للمؤسسات. أكد أنطونيو نيري، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة هيوليت باكارد ، على التزام الشراكة بإطلاق العنان للإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي التوليدي للشركات، وتمكينها من التركيز على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يمكن أن تحفز الإنتاجية وتولد سبلًا جديدة للإيرادات. محادثات أبل وميتا لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطور آخر، تجري شركة ميتا بلاتفورم الشركة المالكة لعدد من منصات التواصل الاجتماعي، محادثات مع شركة أبل بشأن احتمال دمج تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية المتقدمة لشركة ميتا مع مجموعة معلومات التابعة لشركة أبل، وذلك وفقًا لما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال. يمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى تعزيز قدرات أبل في الذكاء الاصطناعي، والتي من المقرر أن يتم تعزيزها بالفعل من خلال الشراكة مع أوبن إيه إي، منشئي تطبيق الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي، والتكامل المخطط لمشروع جيميناي من جوجل، وذلك حسبما كشف كريج فيديريجي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في أبل. تحديات تنظيمية في القارة الأوروبية في الوقت نفسه، تسعى شركة آبل لتجاوز التحديات التنظيمية في أوروبا، والتي تعيق تحقيق المزيد من المكاسب. حيث تم تأجيل تقديم ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة داخل القارة. أرجعت تقارير نشرتها صحيفة فايننشال تايمز هذا التأخير إلى التعقيدات المحيطة بقانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي. وبالتالي، فإن الوظائف المتوقعة مثل تحسينات اي فون ميرورينج وشير بلاي، وسكرين شيرنج قد لا تصل إلى المستهلكين في الاتحاد الأوروبي كما هو متوقع. تسعى شركة أبل جاهدة إلى إيجاد حلول مع الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي وسط التحقيقات الجارية التي تجريها المفوضية الأوروبية في امتثال عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك آبل والفا بيت، وميتا، لقوانين المنافسة. كانت تقارير سابقة قد كشفت عن اقتراب شركة أبل على حل تحقيق طويل الأمد تجريه المفوضية الأوروبية فيما يتعلق بمنصة الدفع "انقر وانطلق"، أبل باي، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة فايننشال تايمز. واتهمت المفوضية الأوروبية شركة آبل في عام 2022 بانتهاك قانون المنافسة. نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر، ذكر المنفذ أن شركة آبل ستتجنب غرامة تعادل 10% من إيراداتها العالمية، والتي تصل إلى 40 مليار دولار، من خلال الموافقة على سلسلة من الامتيازات التي ستمنح المنافسين وصولاً أكبر إلى شرائح نظام التكنولوجيا غير التلامسية من شركة آبل. أو الاتصال قريب المدى (NFC).