استنكر المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للممرضين بالراشيدية تنامي الاعتداءات على الأطر الصحية خاصة في المراكز الصحية بكل من ملعب و إكلي، مؤكدا أن الاعتداءات "تتوالى وتتعاظم حدتها في المؤسسات الصحية"، حيث سُجلت ثلاث اعتداءات في ظرف شهر واحد، آخرها ما تعرضت له القابلة (ك.ع) من اعتداء لفظي ومعنوي ومحاولة اعتداء جسدي عليها من طرف أحد المرتفقين، مما تسبب في آثار نفسية صعبة للضحية. والتمست النقابة، في بيان لها، من النيابة العامة معالجة شكاية الأطر الصحية التي تعرضت لاعتداءات خلال ممارسة مهامها، بما يضمن تحقيق الردع وضمان عدم تكرار ارتكاب هذه الأفعال في المرفق العام. وفي اتصال هاتفي أجرته جريدة "العمق" مع ضحية الاعتداء القابلة (ك.ع) التي تشتغل في المركز الصحي ملعب، صرحت أنها، تلقت وقت الفجر اتصالا هاتفيا من سائق سيارة الإسعاف يخبرها أن امرأة في حالة مخاض في طريقها إلى المركز الصحي ثم غادرت مسكنها في اتجاه مقر عملها ووجدت المرأة وأهلها في انتظارها، و تفاجأت بأحد المرافقين يعتدي عليها بالسب والشتم محدثا فوضى في المركز الصحي احتجاجا على ما يصفه عدم التواجد الدائم للقابلة والأطر الصحية في المركز متجاهلا نظام المداومة. وأضافت القابلة ضحية الاعتداء، أنها تجاهلت احتجاجه وأشرفت على عملية الولادة التي تمت بشكل طبيعي ثم طلبت من المرافقة إخبار الزوج بأن المرأة ومولودها في حالة جيدة، غير أنها تفاجأت باقتحامه لغرفة الولادة والاعتداء عليها بالضرب مما تسبب في سقوطها على الأرض، وبعد استعادتها لوعيها تقدمت بشكاية لدى سرية الدرك الملكي وجرى الاستماع للطرفين وتحرير محضر في النازلة، ومن المرتقب مثولهما أمام النيابة العامة للمحكمة الابتدائية بالراشيدية. من جهة أخرى، استنكرت النقابة ما وصفته ب"تقاعس" المندوبية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالراشيدية في إيجاد حلول عاجلة لحماية الأطر الصحية من الاعتداءات التي يتعرضون لها. غير أن المندوبية نفت الاتهامات الموجهة إليها. وفي اتصال هاتفي ل"العمق" بإلهام الدرويش، المندوبة الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بالراشيدية، عبرت عن دعمها ومساندتها لكافة الأطر الصحية التي تعرضت للاعتداء، وأكدت أنها انتقلت إلى المركز الصحي لإكلي وملعب حيث وقع الاعتداء على الممرضة، وبعد إجرائها للتحريات والاستماع لمختلف الأطراف اتضح عدم وجود دواع تبرر الحادث، خاصة وأن القابلة لم تتأخر بعد الاتصال بها وحضرت في وقت قياسي إضافة إلى أن المرأة وضعت مولودها بشكل طبيعي، ووصفت المندوبة الإقليمية ردة الفعل الهستيرية للزوج واعتدائه اللفظي وتشنجه بأنه غير مبرر ونددت بهذه الاعتداءات على الأطر الصحية في مقرات عملها وعبرت عن مساندة المندوبية لكافة الضحايا والمتضررين والمتضررات والدفاع عنهم ومؤازرتهم في كافة المساطير القانونية والقضائية . وأكدت المسؤولة عن قطاع الصحة بالراشيدية أن المندوبية الإقليمية تعمل على تعزيز المؤسسات الصحية بالمزيد من حراس الأمن وإعطاء الأولوية لدور الولادة بسبب العدد غير الكافي في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية لزيادة عدد حراس الأمن. كما أشارت إلى أنه خلال فترة المداومة قررت المندوبية تعليق الرقم الهاتفي للاتصال بالقابلة المداومة ورقم ثان للمندوبة الإقليمية احتياطيا لتجاوز أية إكراهات مرتبطة بغياب شبكة الهاتف تفاديا لاي تأخر ومن أجل تجويد الخدمات و راحة المرضى ومرتفقيهم.