أعلنت السعودية الأحد أن أكثر من 1300 حاج توفوا خلال المناسك التي تزامنت مع موجة قيظ، مشيرة إلى أن غالبية المتوفين هم "من غير المصرّح لهم بالحج". ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن وزير الصحة فهد الجلال قوله خلال مداخلة تلفزيونية "بلغ عدد الوفيات 1,301 متوف، رحمهم الله جميعا، 83% منهم من غير المصرح لهم بالحج، الذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة". 20 حالة وفاة مغربية وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قد أعلنت الجمعة الماضية، أنه لا توجد حالة وفاة "غير عادية" في صفوف الحجاج المغاربة برسم موسم الحج الحالي، مضيفة أنه تم، إلى غاية اليوم، تسجيل 20 حالة وفاة. وأوضح بلاغ للوزارة حول "الوفيات في صفوف الحجاج المغاربة"، أن هذه الحالات سجلت ما بين التنظيم الرسمي وتنظيم وكالات الأسفار، وهو نفس العدد تقريبا مقارنة بنفس الفترة من موسم الحج للسنة الماضية. وأضاف المصدر ذاته أنه خلال العشرين سنة الماضية كان عدد الوفيات في صفوف الحجاج المغاربة كل عام ما بين 30 و45 حالة. أما بخصوص وفيات هذه السنة، يؤكد البلاغ، فهي "وفيات طبيعية"، مذكرا بأن 15 في المائة من الحجاج المغاربة هذه السنة تزيد أعمارهم عن ثمانين عاما. سوء التنظيم في واقعة مؤلمة جديدة، علمت جريدة "العمق" أن ما يناهز من 400 من الحجاج المغاربة يعانون إلى حدود الساعة من سوء التنظيم أثناء انتقالهم من مكة إلى المدينةالمنورة، في آخر محطات الحج. وحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة، فقد تم إخراج الحجاج المغاربة من فنادقهم من قبل إحدى الشركات المكلفة بخدمات الحجاج، دون توفير أي وسائل راحة لهم، مما أجبرهم على الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة التي تجاوزت درجات حرارتها 43 درجة مئوية. ووفقا لشهادات بعض الحجاج، فإن إدارة الفندق والمسؤولين عن التنظيم رفضوا التواصل المباشر معهم، مكتفين بتوكيل هذه المهمة لبوابي الفندق، مما زاد من حدة الإحباط والتوتر بين الحجاج. وقال أحد الحجاج في حديثه لجريدة "العمق": "لم نجد أي مسؤول يجيب عن تساؤلاتنا أو يطمئننا على وضعنا، كنا نُعامل كأرقام وليس كبشر". وأشارت مصادر الجريدة، إلى أن ما لا يقل عن 21% من هؤلاء الحجاج يعانون من أمراض مزمنة، بينما يزيد عمر أكثر من 40% منهم عن 65 عامًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالحرارة وعدم توفر الغذاء. ليست الحرارة وحدها وكانت مصادر جيدة الاطلاع قد كشفت لجريدة "العمق" عن معطيات جديدة بخصوص ارتفاع وفيات الحجاج بسبب الإجهاد الحراري الذي تشهده المملكة العربية السعودية، والذي لم يكن السبب الوحيد وراء سقوط وفيات في صفوف الحجاج، مشيرة إلى أن النسبة الكبيرة من عدد الوفيات سجلت في صفوف الحجاج غير المسجلين، خاصة من مصر، والذين يتم إيوائهم في ظروف غير ملائمة لمواجهة آثار الحرارة المرتفعة هذا العام، والتي بلغت 51 درجة تحت الظل. وبالنسبة للحجاج المغاربة، أوضحت مصادر من عين المكان للجريدة، أن العدد قليل مقارنة مع إجمالي الوفيات التي تجاوزت 20 حالة لحد الساعة، في انتظار إحصائيات رسمية جديدة بهذا الشأن، مسجلة أن الوضع كان يمكن أن يكون كارثيا لولا تكاثف الناس ومساعدة بعضهم البعض خصوصا الحجاج الشباب الذين لعبوا دورا كبيرا في إنقاذ أرواح زوار بيت الله من المسنين. وسجلت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، غياب التحسيس بخطورة الحرارة و كيفية الوقاية منها، وبحقوق الحجاج النظاميين المتوفرين على بطاقة "نسك" في الإستفادة من التطبيب و الأدوية مجانا، منبهة في السياق ذاته، إلى عدم التواصل معهم حول الجهات التي يجب الإتصال معها، في حال وقوع أي مشكل، بالإضافة إلى أن العديد منهم لم تفعل لديهم " الرومينغ" و لم يتحصلوا على بطاقة اتصالات محلية.