تسبب حريق مهول شبّ مساء يوم أمس الجمعة في إتلاف أجزاء واسعة من "متحف السينما "المتواجد قبالة قصبة تاوريرت بمدينة ورزازات، وحسب شهود عيان فقد التهمت النيران العديد من "الديكورات" في المتحف الذي يشكل ذاكرة تصوير إنتاجات سينمائية عالمية في هوليود إفريقيا.كما يعد المتحف أيضا معلمة سياحية يزورها السياح والضيوف الذين يفدون إلى مدينة ورزازات. وحسب إفادات شهود عيان، فقد اندلعت الشرارة الأولى للحريق حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، وتواصلت جهود عناصر الوقاية المدنية إلى حوالي الساعة الثامنة مساء وتمكنوا من إطفاء الحريق والحد من انتشاره إلى البنايات المجاورة،ولم تسجل أية خسائر أو إصابات بشرية حيث تمكن المتواجدون في المكان من إخلاء الموقع والخروج منه بمجرد اندلاع الشرارة الأولى للحريق الذي انتشر بسرعة كبيرة بسبب ارتفاع درجة الحرارة وطبيعة المواد سريعة الاحتراق التي تشكلت منها الديكورات مثل الخشب والقصب وغيرها. وفي تصريح لجريدة "العمق المغربي" أكد لحسن، مرشد سياحي، أنه قام بجولة رفقة بعض السياح حوالي الساعة الواحدة ظهرا في عين المكان وكانت الأجواء عادية وطبيعية، مؤكدا إغلاق جناح من المتحف لتواجد أطقم إحدى شركات الإنتاج والعاملين بها لإعداد التجهيزات و"بلاطو التصوير". وأوضح مخرج سينمائي مغربي وأحد الفاعلين في المجال السينمائي، في تصريح مماثل، أن متحف السينما يعد معلمة مهمة جدا للتنشيط السياحي والسينمائي،شيد منذ تسعينات القرن الماضي،ويشمل بلاطوهات تصوير أفلام دينية وتحول إلى متحف وقبلة للزوار ومن أهم وأبرز الأماكن السياحية التي يتوافد عليها السياح إضافة إلى قصر أيت بن حدو قصبة تاوريرت. وتشهد الديكورات المهمة المتواجدة داخل المتحف إقبالا من طرف شركات الإنتاج العالمية لتصوير أعمالها.وتحسّر العاملون بقطاع الصناعة السينمائية والرأي العام المحلي على حادث الحريق الذي التهم متحف السينما بورزازات، ويأملون إعادة تشييد وإصلاح الأضرار التي لحقت به ليعود إلى ماكان عليه ،خاصة وأن المدينة تتوفر على يد عاملة وحرفيين ذوو كفاءة ومهارات عالية في المجال. وعن الاحتياطات ومعايير السلامة الواجب اتخاذها لتفادي أية حوادث خاصة الحرائق، أوضحت مصادر محلية تحدثت للجريدة، أنه من البديهي خلال تصوير أي عمل سينمائي أو أثناء التواجد في ديكورات وبلاطوهات التصوير اتخاذ عدة احتياطات أبرزها إخبار مصالح الوقاية المدنية والالتزام بالعديد من التعليمات مثل تجنب المواد القابلة للاشتعال والامتناع عن التدخين، كما طالبت نفس المصدر، بفتح تحقيق في الحادث والعمل على إعادة بناء وتشييد هذه المعلمة التي تشكل أهم ذاكرة للصناعة السينمائية في هوليود إفريقيا ومدينة السينما العالمية.