نوهت البرازيل بجهود المغرب لتسوية نزاع الصحراء المغربية في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية سنة 2007، معتبرة أنها "مجهودات المملكة جادة وذات مصداقية لتسوية هذا الخلاف. وجددت البرازيل دعمها لجهود الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي ومقبول من لدن الأطراف، طبقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، وذلك في في البيان المشترك، الصادر في أعقاب المباحثات التي أجراها اليوم الجمعة بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب. من جهة أخرى، أكد وزير خارجية البرازيل، ماورو فييرا، أهمية إعادة فتح الخط الجوي المباشر مع المغرب، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من شأنها تقريب العلاقات بين البلدين". كما أعرب ماورو فييرا عن تطلع بلاده لأن يلعب المغرب دورا مهما إلى جانب البرازيل في العديد من الملتقيات الدولية، مبرزا تعدد مجالات التعاون بين البلدين، ومشيدا بتعيين المغرب ملحقا عسكريا بسفارته بالبرازيل لما في ذلك من أثر مهم، وفق تعبيره، على "تعزيز التعاون العسكري بين البلدين". وذكر المسؤول البرازيلي أن المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت لتصل إلى الملايير في السنوات الأخيرة، مشددا على ضرورة تنويع المبادلات التجارية في المستقبل، وتعزيز استيراد "برازيليا" للفوسفاط من المغرب، منوها في هذا الصدد بمجهودات المكتب الشريف للفوسفاط "OCP". جدير بالذكر أن المغرب عزز من روابطه مع جمهورية البرازيل، حيث صادق المجلس الوزاري الأخير برئاسة الملك محمد السادس، على مشروع مرسوم يهدف إلى إحداث منصب ملحق عسكري في سفارة المغرب في برازيليا. وجاءت هذه الخطوة، حسب المجلس الوزاري، تجسيدا للأهمية الكبيرة التي توليها المملكة لعلاقاتها مع البرازيل، وتأكيدا على التعاون الوثيق بين البلدين في المجالات العسكرية والدبلوماسية، حيث يعد هذا المشروع يُعد جزءً من جهود المغرب لتعزيز التعاون العسكري والدبلوماسي مع الدول الأخرى، وذلك لتسهيل التعاون العسكري والتقني مع تلك الدول، والتي تشمل صفقات الأسلحة وتبادل الخبرات العسكرية. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط ونزاع الصحراء المغربية، كما شكل اللقاء فرصة لتأكيد البرازيل لموقفها القاضي بدعم الجهود الأممية المبذولة لإحياء العملية السياسية للنزاع وتشجيع مساعي المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا وبعثة الأممالمتحدة في الصحراء، والثناء على مبادرة الحكم الذاتي. وتأتي زيارة المسؤول البرازيلي بعد انعقاد الاجتماع الثالث لآلية التشاور السياسي بين البرازيل والمغرب بتاريخ 13 ماي الماضي في العاصمة برازيليا، كما أجرى الجانبان محادثات تشمل العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها، فضلا عن مناقشة بعض أوجه التعاون في المجالات التجارية والربط الجوي والبحري. وقالت وزارة الخارجية البرازيلية تعليقا على الزيارة، إن البرازيل والمغرب شريكان تقليديان، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1906، وافتتحت سفارتان في برازيليا والرباط، على التوالي في عامي 1963 و1967. ويبلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 2.65 مليار دولار أمريكي سنة 2023، حيث يعتبر المغرب ثالث أكبر شريك للبرازيل في القارة الإفريقية، بعد الجزائر ومصر. وتتكون صادرات البرازيل إلى المغرب والتي تقدر بحوالي 1.2 مليار دولار أمريكي بشكل رئيسي من السكر غير المكرر (65%) والذرة (24)، فيما تستورد البرازيل بشكل رئيسي الأسمدة الفوسفاتية من المغرب بنسبة 85 في المائة.