رفض وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، مقارنات النواب بين أسعار الأضاحي في المغرب وإسبانيا، موضحا أن هذه الأخيرة لا تشهد نفس الظروف التي يعيشها المغرب، حيث أشار إلى أن المغرب يذبح نحو 6 مليون رأس غنم في عيد الأضحى، وهو أمر لا يحدث في الجارة الشمالية. جاء ذلك، خلال اجتماع للجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، لدراسة طلبات الفرق والمجموعة البرلمانية، حول حصيلة المخطط الإصلاحي التوجيهي لأسواق الجملة، والعرض المرتقب بمناسبة عيد الأضحى وحيثيات دعم استيراد الأغنام والفلاحين ومربي الأغنام، وتقييم أثر الدعم الاستثنائي المخصص لمستوردي الأغنام والأبقار على أسعار اللحوم في بلادنا. إقرأ أيضا: لهيب الأضاحي يطوق عنق صديقي ونواب يستعجلون إنهاء "فوضى الشناقة" وفي رده على الانتقادات حول الأسعار المرتفعة للأضاحي، على الرغم من استيرادها بتكلفة 5 أورو للكيلوغرام الواحد، ودعمها ب500 درهم للرأس، شدد الوزير على أن الجفاف هذا العام كان استثنائيا، مخاطبا النواب: "لا يجب أن نتلاعب بالكلمات، ونقول للمواطن الحقيقة، هذه السنة أصعب من سابقتها، ومع ذلك حافظنا على القطيع في 20.3 مليون رأس، ومعدل النقص لم يتجاوز 2 بالمائة". وتحدى النواب قائلا: "أعطوني نموذج بلاد لديها نفس الظروف التي نعيشها، وتحقق هذه الأرقام"، مشيراً إلى أن وزارة الفلاحة تقارن يوميا ما يحدث في البلدان الأخرى، خاصة الدول المجاورة، موضحا أن إسبانيا، التي ذكرها النواب في مداخلاتهم، "مكيعيدوش، ومكيدبحوش 6 ملايين رأس في العيد". وأضاف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن غالبية الأغنام المستوردة تأتي من رومانيا وليس من إسبانيا، مسجلا أن الاستيراد ليس توجها دائما للدولة، بل هو إجراء استثنائي بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة، خاصة الجفاف، والتي تتطلب تدابير استثنائية، مضيفا: "إذا كان هناك من لديه حل آخر يقترحه ونطبقه". إقرأ أيضا: صديقي: 12% من الأسر "ما عيداتش" السنة الماضية والأسواق الأسبوعية تتصدر وجهات المغاربة وأكد صديقي أن اهتمامه الأساسي هو الفلاح، مشددا على أنه يعتبر الفلاح هو المخاطب الأول له ويدافع عنه طوال مساره المهني، مفيدا أنه حتى عندما كان يعمل في مجال البحث العلمي ولم يكن جزءا من التدبير الحكومي، كان الفلاح دائمًا في صلب اهتماماته. وأشار المسؤول الحكومي، إلى أن الإعانات التي خصصتها وزارته للفلاحين لمواجهة هذا الجفاف العنيف، بهذه السرعة، هي سابقة في تاريخ البلاد، مما يعكس التزام الوزارة بدعم الفلاحين في مواجهة التحديات الصعبة، وخاصة تلك المتعلقة بالجفاف والظروف المناخية القاسية. ووجد الوزير محمد صديقي، نفسه محاصرا في مواجهة انتقادات لاذعة وجهها له نواب برلمانيون من الأغلبية والمعارضة، بفعل لهيب الأسعار الذي اجتاح أسواق المواشي، أياما قليلة على حلول عيد الأضحى المبارك، مطالبين بوضع حد لنشاط "الشناقة" في الأسواق المغربية، لاسيما في ظل غياب أي أثر للدعم الذي خصصته للحكومة للفلاحين والمستوردين على الأسعار.