وجد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، نفسه في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، اليوم الإثنين، عرضة للنقد من طرف النواب، بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي وانعدام الأثر الملموس للأموال التي ترصد لدعم الاستيراد على المواطن والسوق الوطنية. وقالت عائشة الكوط، عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية: "إن التخبط والفشل عنوان تدبيركم للفلاحة"، مؤكدة أن "2000 مليار سنتيم خصصت للفلاحة باسم الجفاف ودعم المدخلات، بما فيها الأعلاف، من دون أثر". وأضافت النائبة منتقدة: "سعر لحم الغنم اليوم من 120 إلى 130 درهما، ولحم البقر من 90 إلى 100′′، معتبرة أن "الدعم المخصص لاستيراد 600 ألف رأس باحتساب 500 درهم للرأس يبلغ 30 مليار سنتيم، بالإضافة إلى 20 مليار من الإعفاء الضريبي، أي 50 مليار سنتيم، واستفاد منها 4 مستوردين كبار انتماءاتهم معروفة". وسجلت الكوط أن "الأموال المذكورة لو ذهبت لدعم الفلاحين و'الكسابة' المغاربة ستساهم في تجديد القطيع الوطني، وإذا ارتفعت الأسعار مرحبا، المهم ألا تذهب الأموال لغير مستحقيها". بدوره سجل الفريق الاتحادي أن "الدعم المخصص لاستيراد الأغنام لا أثر له على المواطنين"، معتبرا أن "الحكومة تدعم المستوردين فقط"، وداعيا إلى "التفكير في طريقة لدعم المواطنين على أرض الواقع، لأنه لا يوجد أي أثر لهذا الدعم". من جهته أورد الفريق الحركي أنه "إذا كان العرض يفوق الطلب فهذا يعني أن الأسعار ستنخفض"، معتبرا أن "الكساب" المغربي هو الأحق بالدعم "من المستوردين الذين يغتنون على حساب المواطنين"، كما طالب الوزارة ب"التدخل وحماية المواطنين من 'الشناقة' الذين يساهمون في ارتفاع الأسعار". ودعا النواب إلى متابعة ومراقبة المستوردين وضمان تزويد السوق الوطنية بالأغنام المستوردة، وحثوا على تبني إستراتيجية وطنية ل"دعم تربية النعاج حتى يمكن التغلب على الخصاص الموجود". وفي رده على الانتقادات قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن "الحالة التي نعيشها استثنائية، ولأول مرة نعيشها للسنة الثانية"، نافيا صحة الاتهامات التي وجهت لوزارته بدعم الفلاحين الكبار. وأضاف صديقي: "20 أو 30 مليار التي قيل إنها خصصت للفلاح الكبير رقم غير صحيح، فيما 7 ملايين قنطار من الشعير والعلف المدعم وزعت على الفلاح الصغير والمتوسط، ولا يمكن تغيير الحقائق"، مشددا على أن "100 استفادوا من استيراد الأغنام وليس 4′′، وزاد: "لا ينبغي أن نقول أشياء غير موجودة". وأكد وزير الفلاحة أن "عملية الاستيراد أسفرت عن إدخال 220 ألف رأس، وخلال اليومين المقبلين سنصل إلى 250 ألفا، ونستهدف 600 ألف؛ وذلك بهدف الحفاظ على القطيع واستقرار الأسعار"، مردفا: "في غياب الإجراءات التي اتخذناها لم يكن المغاربة ليواجهوا الغلاء فقط، بل لن يجدوا الأضاحي".