فجرت تصريحات جديدة وزير العدل عبد اللطيف وهبي غضب الراسبين في امتحاني المحاماة والمنتدبين القضائيين، وذلك على إثر دفاع وهبي من داخل قبة البرلمان عن نجاح مستشاره السلفي السابق محمد عبد الوهاب في الامتحان الأخير الذي أجرته وزارة العدل لتوظيف منتدبين قضائيين. ودافع وزير العدل عبد اللطيف وهبي عن نجاح عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبي حفص في مباراة المنتدبين القضائيين رغم تجاوزه السن القانونية للتوظيف، مؤكدًا في المقابل أنه تقدم بطلب إلى رئيس الحكومة لمنحه حالة الاستثناء ووافق عليها. وقالت تنسيقية الدارالبيضاء لمرسبي مباريات وزارة العدل، إن تصريحات وهبي" تنم عن غياب روح تحمل المسؤولية، والافتقار للحد الأدنى من الرصانة التي يجب أن يتحلى بها المسؤول الحكومي خصوصا في وزارة تحمل اسم (العدل)، مطالبة في المقابل ب"إيفاد لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في كل المباريات التي أشرفت عليها الوزارة وترتيب الجزاءات وربط المسؤولية بالمحاسبة". وأوضحت التنسيقية ضمن بيان شدد اللهجة ضد وزير العدل، أنه "بدلا من الاعتراف بارتكاب الخطأ والاعتذار لعموم الشعب عامة، وللمرسبين والمرسبات في امتحانات المهازل والمسرحيات ذات الإخراج الرديء التي تشرف عليها وزارته، فضل وزير العدل الركون إلى الخلف، وملامسة مزبلة التاريخ التي ستكون مصير كل مسؤول يتلاعب بمصير أبناء الشعب المغربي". وظهر اسم محمد عبد الوهاب رفيقي ضمن لائحة الناجحين في مباراة المنتدبين القضائيين التي أعلنت عنها وزارة العدل، وكشفت النتائج النهائية لمباراة المنتدبين القضائيين تخصص العلوم القانونية والشريعة للدرجة الثالثة عن نجاح محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص، مستشار وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وأحد المثيرين للجدل في السنوات الأخيرة بسبب مواقفه من قضايا شرعية أبرزها المساواة في الإرث. وأكدت التنسيقية ضمن البيان الذي توصل به "العمق المغربي"، أنه " باعترافه اليوم (وهبي) أمام أعضاء لجنة العدل والتشريع في مجلس المستشارين بمحاباته لمستشاره، وتنجيحه في مباراة المنتدبين القضائيين، ونعته المترشحين للمباراة والمنددين بالخروقات التي شابتها بالمتطرفين فيه تجاوز خطير واتهامات جزافية تنم عن الهزال الفكري والاضمحلال الأخلاقي والانحدار". واعتبرت التنسيقية، أن هذه التصريحات التي تفضح مدى اعتلال وزارة العدل وغرقها في مستنقع الفساد والمحسوبية والزبونية، ما هي إلا محاولة للتغطية على العديد من الخروقات التي شابت المباريات التي أشرفت عليها الوزارة"، مسجلة أن الحالة التي تحدث عنها الوزير(نجاح رفيقي) ما هي إلا الشجرة التي يريد إخفاء غابة الفساد وراءها، وأن محاولته البئيسة لاستمالة التعاطف معها إلا محاولة فاشلة لتبرير الفساد، والتلاعب بالمباريات". وكشف وهبي خلال التصويت على التعديلات والبت في مشروع قانون العقوبات البديلة بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين، أن رفيقي الذي أثيرت ضجة بسبب نجاحه في مباراة المنتدبين القضائيين "لديه دكتوراه واجتاز الامتحان مع المجازين ولديه كتابات وأبحاث وحصل على نقطة جيدة". وتابع وزير العدل أن قانون الوظيفة العمومية يمنح الحق لكل من تجاوز السن القانونية للتقدم لمباراة توظيف بأن يتقدم لرئيس الحكومة بطلب لمنحه الاستثناء لاجتياز المباراة، مضيفًا أن رفيقي "مستواه عالٍ جدًا واجتاز الامتحان ونجح وليس لديه أي وضعية تمنعه"، معلقًا على الضجة المثارة بقوله: "أش غايعطيني رفيقي إذا دخل للوزارة". وانتقد الراسبون بامتحانات وزارة العدل "تنجيح البعض وترسيب البعض الآخر من الكفاءات التي سهرت الليالي من أجل التحضير للمباريات، واجتازتها بكل كفاءة ونزاهة وشفافية، وفي الأخير تجد نفسها تصطدم للمرة تلو الأخرى بحائط الريع والفساد والمحسوبية والزبونية المستشرية في وزارة اللاعدل بقيادة وزير المهازل والتصريحات غير المسؤولة عبد اللطيف وهبي". وطالبت تنسيقية مرسبي مباريات وزارة العدل، بالحقيقة التي صارت واضحة وضوح الشمس في السماء بكون الامتحان قد شابته خروقات وتلاعبات وبإنصاف المتضررين ومحاسبة المفسدين، داعية الرأي العام الوطني والجمعيات الحقوقية والأحزاب الوطنية وأعضاء البرلمان بغرفتيه وعموم الشعب المغربي للتصدي لكل محاولات المساس بسمعة المغرب خصوصا في مجال حيوي وهو العدل. إلى ذلك، أكدت التنسيقية، استعدادها، لخوض جميع المعارك القانونية والنضالية السلمية للدفاع عن حقوقها كاملة، مسجلة أن المملكة المغربية خاضت أشوطا كبيرة من أجل إصلاح العدالة واستقلالية القضاء وضمان نزاهته تحت قيادة الملك محمد السادس، "ليأتي وزير المهازل ليهدم بغبائه كلما بنته الأيادي النظيفة والأمينة من أجل مغرب العدل والانصاف والكرامة والدولة الاجتماعية".