– الله ليس شخصا ولا ذاتا تستدمج احاسيس الغضب والعنف والكراهية والازدراء والعقاب.... الله فوق الذوات ولا يمكن تشخيصه ولا تثبيته في قالب شبه انساني. الله نفكر فيه ولا يمكن تجاوز حتميته كفكرة سببية غائية مركبة معقدة لا يستحوذ عليها منطق تشخيصي – عذاب القبر هرطقة وتظليل واهانة للعلم وللعقل. الموت آخر لحظة وليس بنقدورنا تخيل لحظات ما بعدها. الجسد يصمت للابد والالم ينقضي والوعي بالألم يحبس انفاسه وجثثنا كائنات بيولوجية لا واعية تتفكك وتضمحل ثم تختفي – يوم القيامة لحظة ابوكاليبتيكية apocalyptique اسطورية تتكلم عن خوف قديم من فواجع الانقضاء. الانسان له كفرد مخاوف مع الموت والمرض وايضا له كجماعة وكحضارة خوف جماعي من الاندثار وهو خوف اسطوري اكثر من كونه علمي واقعي. طبعا الإنسان معرض لخطر الاندثار لكنه خطر له اسباب مادية علمية (نيازك، مسببات ظواهرية) ولا علاقة له بيوم اسطوري اسمه قيامة. ممكن ان نموت جميعا في لحظة واحدة ولكنها ستكون لحظة فلكية وليست دينة – العذاب الإلهي. فعلا الإنسان يتعذب . لكنه يتعذب وهو حاضر وحي ومشارك حاسم في مسببات عذابه الإنسان معذب للانسان. ربما الله سبحانه يمنح الإنسان قوارب نجاة من العذاب (العقل، الوجدان، التوازن بين الاشياء...) لكن الإنسان موضوع العذاب هو من يتجاهل هذه الرحمة الالهية فيدخل في سرداب الم ارضي حياتي واقعي. الله ربما لا يعذبنا بل ينحذر بنا وجهة العذاب لما نتيه عن سبل الوقاية منه. فكرة ان الله فوض ارواحا جهنمية وسعيرا ونارا ليعذبنا جسديا هي فكرة اسطورية متجاوزة لا اعلمها لابني ولا افزعه بها. فقط اقول له انه ممكن ان يعيش لحظة نعيم وسلام لما يحسن استخدام آليات وأعطيات وكرامات الله عز رجل -الجنة. حرام ان يخبرونا بأنها تعويض مادي شبقي للمؤمنين . الايمان اختيار اولا وسعادة مرجوة ثانيا واستئناس ببؤس الحياة الرتببة من خلال اعطاءها معنى . الايمان هو الجنة ولا جنة بعده. الايمان سعادة في حد ذاته وليس معبرا لسعادة شبقية اخرى. الايمان تجاوز للذة وسيطرة على ضعف الإنسان مع اللذة. لذلك لا يمكن ان اقنع ابني بأن يؤمن بهدف سطوه بعد ذلك على عقده ومكبوتاته وهمجيته يفعل بها ما يشاء – الخوف من الله... الله ليس موضوع خوف بل موضوع تقصي ومعرفة. وكلما ادركنا الله عز وجل حللنا مزيدا من معضلات وجودية لا يستطيع اعظم خوف حلها – الخير...هو فعل انساني حياتي ارادي مادي له آثار ملموسة. لا خير يرجى مع افعال بلا آثار ولا خير ما ورائي ولا خير ميتافيزيقي...الخير جله اقتصاد واغلبه مودة وتضامن.. واجمل الخيرات هي التي تعود على صاحبها بالنفع. ادام سميت وافق على فكرة الرأسمالية ليس لانها خيرة في حد ذاتها بل لأن الاستفادة الفردية منها تؤثر على الاستفادة الجماعية كما لو كان خيرا فرديا مشتركا (خير اشتراكي) هذا هو الخير ابني...متع نفسك بالخير وسيكون خيرا دينيا لو استمتع الآخر معك