امبراطور اليابان الذي يتمتع بقدسية لا مثيل لها وسط اليابانيين، لا يحتاج لأية اجرة حيث كل ما يطلبه ياخده. ولا يحتاج لجواز سفر وتأشيرات بحيث كل الوجهات مفتوحة في وجهه. ولا يحتاج لشراء اي شيء بحيث كل احتياجاته حتى الباذخ المهيب منها متاحة له .. ولا يحتاج ان يبرر اي شيء امام كل محاكم بلاده، يقترف ما يشاء من جنايات بحيث لا يجر اليابانيون الامبراطور لأية محاكمة. هذا الامبراطور ذهب ذات يوم لمجلس عرشه وقدم استقالته طواعية من منصبه وتخلى طواعية عن كل امتيازات منصبه مفضلا العيش كمواطن عادي. لذلك: فاليابان هو مثال لا يحتدى به لأنه مستحيل وممتنع بشكل كبير واليابان، "ما عاذ الله"، أفق لا يجب أن نتطلع إليه لأنه، في الرياضيات، قيمة مطلقة لكل عدد سالب، وفي الفيزياء كدافعة ارخميدس كلما حاولت الغرق تطفو، وفي الاسترونومي هو مثل الاجرام التي تتحرك عكس سرعة الصوت، وتكون في نفس الزمن فوق مكانين مختلفين... اليابان، "الله يحفظنا من كذا تشبيه"، خانة واحدة داخل علبة واحدة لها مفتاح واحد نفتحها ولا نجد شيئا لنا به حاجة. لا شيء قابل للمحاكاة في اليابان ونستغرب من أن لنا أشياءا اكثر تنوعا من اليابان ومع ذلك لا نفهم لم ابسط الاشياء هناك اكثر قيمة من كل شيء هنا. اليابان ليست روبوتات ولا تغرق انسانيتها في أنساق آلية مفرطة التعقيد. كما يحب الغرب تنميطها بهذه الصورة. لا... اليابان في الاصل فناجين شاي وحساء ونعل جلدي وصلاة وأعواد ثقاب وظلام وسكينة. اليابان فهمت حاجاتنا الغبية للآلات فابتاعتها لنا ببساطة. ولن نكون يابانيين حتى ولو صرنا كبار المخترعين. اليابان متيقنة اننا نحاكيها فقط في هذا الجانب التقني ونبتعد بذلك عن فهم ما دفعهم لذلك. هي خدعة يابانية ذكية. لذلك من تجده يتلو قصيدة مدحية او قدحية او غرامية او طلالية عن اليابان فاعلموا انه يشير للقمر في واضحة نهار مشمس او يحاول كسب مكان ما في سباقات الرياح. او ربما يفهم جيدا افلام الآنيمي و ما توحي اليه من "يابانولوجيا"