قال وزير الخارجية الفرنسي "سيباستيان سيجورنيه"، إن "المغرب قد أصبح قوة إقليمية واضحة، ومن شأنه أن يتيح تنظيما إقليميا للاستقرار". وأضاف سيجورنيه جوابا منه على سؤال حول إمكانية أن يصبح المغرب وسيطا فرنسا مع دول الساحل، في ظل التقارب بين البلدين، (أضاف)، "كل مبادرات المغرب مرحب بها". وبشأن الثمن الذي أدته فرنسا للتقارب مع المغرب وما إن كانت الجمهورية تبدي تحولا في موقفها من قضية الصحراء، جدد المتحدث إعلانه عن الشراكة الاقتصادية الفرنسية بالصحراء المغربية، مضيفا "فيما يتعلق بالموقف الدبلوماسية فهو يتم عبر قيادة الدولتين". جاء ذلك في حوار أجراه وزير الخارجية الفرنسي، مع قناة "France 24" الفرنسية، من أبيدجان، بساحل العاج في اختتام جولته الأولى في إفريقيا. وبخصوص التقارب الروسي الإفريقي وموقف فرنسا من توقيع الدول الإفريقية لاتفاقيات مع روسيا، ردا قائلا، "كل بلد حر بشأن سيادته وبشأن الشراكة التي يريدها". وتابع "أريد أن أقول لرؤساء الدول والحكومات التي توقع شراكات مع روسيا، أقول لهم هذه شركات ليست مجانية ولا دائمة، هذه مسؤوليتهم وهي بعيدة عن السردية الفرنسية الحالية المتعلقة بسلامة الأراضي وسيادة الاتفاقيات الثنائية التي توقعها البلدان الإفريقية". زيارات متتالية صحيفة "jeune afrique" الفرنسية، كانت قد كشفت على أن عدد من المسؤولين الفرنسيين سيحلون بالرباط خلال أبريل الجاري، في انتظار زيارة أخرى سيقوم بها إيمانويل ماكرون إلى المغرب، والتي قد تتم في غضون أسابيع قليلة، وفق ما أوردته. الزيارات بدأت بالفعل، الخميس الماضي بلقاء وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، ووزير التجارة الخارجية الفرنسي، " فرانك ريستر"، هذا الأخير قابل أيضا الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية المغربي، محسن الجزولي. فيما قالت صحيفة "Le Point" الفرنسية، إنه "إدراكا لحقيقة أن مسألة الصحراء هي قضية وجودية بالنسبة للمغرب، فإن الدبلوماسية الفرنسية تتحرك أخيرا في الاتجاه الذي تريده الرباط. وأضافت الصحيفة أنه ينبغي لفرنسا، الدولة الأولى التي دعمت المخطط المغربي لعام 2007، أن تشارك ماليا في مشاريع في الصحراء. الصحراء الشرقية من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي، عبد الرحيم المنار آسليمي، إن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء قد يؤدي إلى تفكك الجزائر، معتبراً أن الخطاب المتداول "خاوة خاوة" لم يعد له مكان في ظل تنشئة الجيل الجديد في الجزائر على يد "العسكر". إقرأ أيضاً: اسليمي: اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء يعني تفكك الجزائر وأوضح آسليمي، في ندوة نظمتها مجلة المغرب الكبير للدراسات الجيوسياسية والدستورية بالتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري، حول "قضية الصحراء ومحددات التوازن والقوة على الساحة المغاربية"، أن المشكل الرئيسي في الصراع هو الصحراء الشرقية، وأن ما يقلق الجزائر اليوم هو تحرك الرأي العام المغربي وإعادة النقاش حول هذه المنطقة، خاصة مع امتلاك المغرب لوثائق تثبت ملكيته لها.