أثار استعمال شركة "ميكومار"، المفوض لها تدبير قطاع النضافة بمطنجةالمدينة، المياه لغسل الشوارع عبر شاحنة، في وقت كانت تتساقط فيه الأمطار، جدلا محليا واسعا حول مدى التزام الشركة بتعليمات السلطات بترشيد استعمال المياه. يأتي ذلك تزامنا مع إطلاق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ووكالة الحوض المائي اللوكوس، حملة تحسيسية حول ترشيد استعمال الموارد المائية بجهة طنجةتطوانالحسيمة. بلال أكوح، مستشار جماعي بطنجة، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن استعمال المياه في غسل وكنس الشوارع من طرف شركة النظافة، أمر مستغرب في هذا السياق، حتى لو تعلق الأمر بمياه معالجة. وأضاف أن هناك قطاعات هي الأولى بهذه المياه، مشددة على ضرورة أن تضع هذه الشركة نفسها في سياق التحدي المائي الذي تعيشه المدينة. واعتبر المتحدث أن على "ميكومار" البحث عن حلول بديلة تساهم من خلالها في المجهود الذي يبدل حاليا للحفاظ على كل المدخرات المائية، كيفما كان نوعها ومصدرها. ويرى أكوح أن مراقبة الشركة تقع تحت مسؤولية الجماعة، "وبالتالي على جماعة طنجة أن تكون جزءا من المجهود المبذول في سياسة التعامل مع إشكالية تدبير الماء، مركزيا وجهويا ومحليا". وأوضح أن طنجة من المدن التي تعيش وضعاه مقلقا للماء، والتي كان من تداعياتها لجوء ولاية الجهة إلى اتخاذ اجراءات لحماية المياه من أي ضياع محتمل، على رأسها تحديد أوقات الاستعمال في بعض الأنشطة المهنية. وشدد على أن الماء من أهم الملفات التي يشتغل عليها المغرب حاليا، وتمثل توجها للدولة بكل مؤسساتها، مضيفا: "علينا جميعا أن ندرك الوضعية المقلقة التي يعيشها المغرب على مستوى احتياطيات الماء، بفعل تعاقب مواسم من الجفاف". وأشار إلى أن وضعية حقينة سدود المملكة جعلت الدولة تتحرك في اتجاه البحث عن كل الاحتمالات التي تمكن من الحد من هذه الوضعية المقلقة، وخاصة اللجوء إلى بناء محطات لتحلية مياه البحر بعدد من المدن. وكان المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ووكالة الحوض المائي اللوكوس، قد أطلاقا منذ 7 فبراير الجاري، حملة تحسيسية حول ترشيد استعمال الموارد المائية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة. الحملة التي تحمل شعار "رهانات الوضعية المائية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة"، تأتي في ظل الوضعية الراهنة التي يعرفها المغرب بخصوص قلة التساقطات وندرة المياه، وفي إطار التدابير والإجراءات المتخذة لترشيد استعمال الموارد المائية. ووفق بلاغ مشترك بين قطاع الماء بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ووكالة الحوض المائي اللوكوس، فإن التي تنظم بتنسيق مع السلطات المحلية، تهدف لجعل التواصل المحلي المستمر آلية للرفع من تحديات الوضعية الحالية وتجاوزها. وشدد البلاغ على ضرورة توحيد مجهودات المؤسسات العمومية وجمعيات المجتمع المدني لخلق وعي للحد من السلوكيات التي تساهم في هدر الموارد المائية.