على طول شارع محمد الخامس، الذي يمتد لأزيد من 3 كيلومترات أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، احتشد الآلاف من المغاربة، الأحد، في مسيرة ضخمة داعمة للشعب الفلسطيني ورافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، للتنديد بما يتعرض له سكان قطاع غزة من تقتيل وتهجير وحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 4 أشهر. وقال عبد القادر العلمي، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن الشعب المغربي يؤكد من جديد عبر هذه المسيرة الضخمة، موقفه الثابت الداعم للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة التي تواجه اليوم آلة حرب الإبادة الجماعية. وأضاف العلمي في تصريح لجريدة "العمق"، أن المغاربة خرجوا اليوم ليطالبوا بصوت واحد بإيقاف المجازر في حق الفلسطيني وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية، وليقولوا للمسؤولين بالمغرب أوقفا التطبيع مع كيان الإجرام والقتل والإبادة. من جهته، قال عبد الرحيم الشيخي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، إن المسيرة التي دعت إليها مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين، هي دعوة لإسقاط التطبيع وضد التهجير القسري للشعب الفلسطيني والإبادة الجماعية وضد الحصار الجائر المفروض على سكان غزة. وأردف الشيخي ضمن تصريح مماثل، أن هذه المسيرة دعوة للمنتظم الدولي والدول العربية من أجل ممارسة ضغط لإيقاف هذه الحرب الهمجية والنازية التي يقوم بها الكيان الصهيوني، مؤكدا ضرورة أن تلعب المملكة دورها في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى. في السياق ذاته، ندد إدريس الأزمي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بحرب الإبادة الجماعية والتواطؤ الدولي الذي يجري في فلسطين، بأيادي صهيونية نازية، ولكن بسلاح أمريكي أوروبي وبمواقف عربية وإسلامية سمتها الخذلان. ودعا الأزمي ضمن تصريح للعمق، الدول العربية والإسلامية وقاداتها إلى أن ينظروا إلى إخوانهم في غزة، ويتفطنوا إلى أن ما يجري في غزة ليست حربا ضد الفلسطينيين لوحدهم، وإنما هي حرب ضد العرب والمسلمين في العالم. من جانبه، قال القيادي في جماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، إن المغاربة خرجوا اليوم استمرارا لمسلسل من المسيرات والوقفات المساندة والمحتضنة لفلسطين ومقاومتها، وحتى نقول لإخواننا في فلسطين أن الشعب المغربي معكم إلى حين تحرير كل فلسطين. وتابع بناجح ضمن تصريح مماثل، أن "خرجنا اليوم لنقول للعدو الصهيوني أنه رغم البطش وكل أشكال الإبادة الجماعية إلا أنهم منهزمون وأن معالم النصر تظهر أكثر مما مضى"، لافتا إلى أن المطبعين معزولون وأن مثل هذه المسيرات استفتاء من الشعب المغربي على أن التطبيع معزول عن إرادته. أما الناشط الحقوقي، اليهودي المغربي، سيون أسيدون، فقد دعا ضمن تصريحه للعمق، إلى إسقاط التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني، مضيفا أن أخطر الجرائم ضد الإنسانية هي الإبادة الجماعية، وذلك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن قطع العلاقات مع إسرائيل هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن تضامن حقيقي مع الفلسطينيين. وبدوره، أكد خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراقوفلسطين، أن الكيان الصهيوني فشل فشلا ذريعا في أن يحقق ما أعلن عنه كأهداف في غزة، ويحاول التغطية على فشله بإبادة الشعب الفلسطيني، مشيدا بالمقاومة الأسطورية في غزة والتي لم يسبق لها مثيل، مطالبا المجتمع الدولي بإيقاف الإرهاب والإبادة التي يمارسها العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. المسيرة الحاشدة التي دعت إليها دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، شارك فيها أطفال وشباب ونساء وكبار السن، وتنظيمات مدنية وحقوقية ونقابية وسياسية، وحدهم التأكيد على رفض التطبيع مع إسرائيل، والدعوة إلى الوقوف بجانب سكان قطاع غزة ضد التقتيل والتهجير الذي يتعرضون لهم منذ أزيد من 4 أشهر. وفي مقدمة المسيرة الشعبية رفع المحتجون لافتة كبيرة تحمل عبارة: "الشعب المغربي مع المقاومة الفلسطينية وضد حرب الإبادة والحصار الدائر ومن أجل إسقاط التطبيع"، كما رددوا شعارات من قبيل: "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"فلسطين في العيون يا صهيون يا ملعون"، و"غزة غزة رمز العزة". كما هنأوا الشعب الفلسطيني على الانتصار الكبير الذي سطرته المقاومة في معركة طوفان الأقصى، منددين بالجرائم الصهيونية في غزة وجنين وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ومطالبين بغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وحل المجموعة البرلمانية الإسرائيلية المغربية. الجدير بالذكر أن هذه المسيرة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق للمغاربة أن قاموا بتظاهرات حاشدة مماثلة شارك فيها الآلاف من المواطنين من مختلف التوجهات، منذ إندلاع معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي وما تلا من حرب إبادة يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة.