كشفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اليوم الثلاثاء، عن استعمال طائرات مسيرة وإجراء تحريات وأبحاث ميدانية لتعقب حقيقة هجمات "أسد الأطلس" بضواحي إقليمخنيفرة، والتي أثارت جدلا واسعا. وقالت الوكالة في بلاغ لها، إنها قامت بالتعاون مع السلطات المحلية والدرك الملكي، بإطلاق حملة تمشيط واسعة للمناطق المعنية للبحث عن هذا الحيوان والتأكد من صحة ما تم ترويجه. جاء ذلك بعد تداول أخبار وشهادات حول ظهور حيوان بري بقبيلة أيت بوخيو بجماعة سبت أيت رحو بإقليمخنيفرة، وبغابات تيفوغالين وبوقشمير بمنطقة ولماس، يعتقد أن يكون أسد الأطلس. وراجت أخبار مفادها أن شابة في العشرينيات من عمرها، كانت ترعى الغنم في غابة قرب دوارها آيت بوخيو، قبل أن يفاجئها حيوان قالت إنه "أسد". الوكالة أوضحت أن الحملة التي قامت بها تضمنت تمشيطا ميدانيا للمناطق التي بلغ عن مشاهدة هذا الحيوان بها والمجاورة لها، للبحث عن وجود آثار لهذا الحيوان وجمع معلومات من الساكنة بهذا الخصوص للقيام بتحليلها من طرف المختصين. وأضاف البلاغ: "تمت، خلال التحريات والأبحاث الميدانية، معاينة آثار الأقدام المكتشفة بهذه المناطق والتعرف عليها، حيث اعتبرها المختصون بأنها تعود إلى عائلة الكلبيات، ربما لأحد الكلاب أو لذئب شمال إفريقيا". وكشف المصدر ذاته، أن تشريح جثة خروف بولماس، والذي يفترض أنه تعرض لهجوم من قبل الأسد، وفقا لشهادات محلية، أظهر أن علامات العضة لا تتطابق مع علامات عضة الأسد، على اعتبار أنها صغيرة نسبيا، مما يستبعد فرضية القطيات الكبيرة، ويرجح إلى حد ما فرضية الكلبيات. وأشارت الوكالة إلى أنه تم القيام أيضا بعملية تمشيط باستعمال طائرات مسيرة، وفق مخطط طيران يغطي الغابات المحاذية للمناطق التي شوهد بها الحيوان، دون العثور أو ملاحظة أية أدلة لذلك، وفق تعبيرها. وأخذا بعين الاعتبار كل هذه العناصر الملموسة في الميدان، فإن فرضية هجمات الأسد تبقى مستبعدة، تقول الوكالة الوطنية للمياه والغابات. ولفت البلاغ إلى أن "فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات ستواصل عمليات التمشيط الميداني، بحيث تظل يقظة ومنتبهة للتدخل والتفاعل مع أية مشاهدة لهذا الحيوان أو إخبار بذلك". وكانت جماعة سبت أيت رحو، التابعة لقيادة مولاي بوعزة بإقليمخنيفرة، قد نفت الأخبار المتداولة حول تعرض إحدى فتاة المنطقة لهجوم من قبل أسد. وصرحت فتاة في فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحيوان الذي هاجمها "عضها على مستوى الركبة، وأنها ضربته بعصا كانت بيدها، مما جعلها تفلت من قبضته ويفر بعيدا عنها". وبخصوص إصابة الفتاة، أكدت جماعة سبت أيت رحو أن الفحوصات الطبية أظهرت أن الجرح الذي تعرضت له "خفيف ولا يظهر عليه أي آثار لعضة أسد". وأضافت الجماعة في بيان موجه للعموم، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، أن ظهور حيوان يشبه الأسد "مجرد إشاعات رائجة لا أساس لها من الصحة". وأوضحت أن لجنة مختلطة تضم جميع المصالح المعنية قامت بحملة تمشيطية ميدانية، ولقاءات مع ساكنة المنطقة، وقد تبين لها "عدم وجود أية معلومة بوجود هذا الحيوان بالمنطقة".