قال باحثون أمريكيون أمس الخميس إن الخريطة الجزيئية لفيروس زيكا كشفت عن اختلافات بنائية مهمة في بروتين رئيسي للفيروس قد تفسر سبب مهاجمة هذا الكائن للخلايا العصبية فيما لا تسلك فيروسات أخرى من نفس العائلة السلوك نفسه. وقال أنتوني فاوتشي مدير المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية الذي مول الدراسة الواردة بدورية (ساينس) إن اختلاف البروتينات المكونة للغلاف الخارجي للفيروس ربما يرشد إلى سبل جديدة لمكافحة الفيروس بالعقاقير أو اللقاحات. وقال فاوتشي إن زيكا يشبه أعضاء آخرين في نفس عائلته ومنها فيروس حمى الدنج والحمى الصفراء وحمى غرب النيل لكن مع اختلاف وحيد. وقال "هناك زائدة مميزة للغاية للبروتين على غلاف الفيروس تختلف كثيرا عن أفراد نفس العائلة". وأضاف أن هذا الاختلاف البنائي الرئيسي عن بقية الفيروسات المماثلة الأخرى ربما يفسر الارتباط بين الفيروس الذي ينقله البعوض ومرضين هما تشوه المواليد المعروف بصغر حجم الرأس ومتلازمة جيلان-باريه وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يتسبب في الشلل. وحتى تفهم الطريقة التي يتصرف بها زيكا بصورة مختلفة عن الفيروسات الشبيهة به قام ريتشارد كون ومايكل روسمان وزملاؤهم بجامعة بيردو بابتكار صورة لجزئ مكتمل من فيروس زيكا بتقنية فائقة الدقة والوضوح للكائن. كان الفارق في تركيب زيكا بالمقارنة بفيروسات مماثلة ينصب على منطقة من بروتين الغلاف تستخدمها هذه العائلة من الفيروسات في الالتصاق ببعض الخلايا البشرية. ويمثل هذا البروتين هدفا مهما لرد جهاز المناعة على الفيروس ما يجعله في غاية الأهمية في مجال ابتكار لقاح. وقال فاوتشي "لم تتم البرهنة على ذلك بعد لكنه خيط أولي مهم للغاية". ويرى العلماء أن زيكا يستهدف الخلايا العصبية على وجه الخصوص. وفي أول فبراير شباط الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدوى زيكا تمثل حالة طوارئ صحية مشيرة إلى "قرائن قوية" تعدد العلاقة السببية بين الإصابة بالفيروس أثناء الحمل وحالات صغر حجم الرأس لدى المواليد. ولا يوجد لقاح لعلاج فيروس زيكا الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وفي الطفح الجلدي واحمرار العينين ولم تظهر على 80 في المئة من المصابين بالفيروس أي أعراض.