قالت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية إن تطورا غير متوقع حصل في ملف "إسكوبار الصحراء" الذي يتابع فيه رئيس الوداد البيضاوي، سعيد الناصري، ورئيس جهة الشرق عبد النبي بعوي. وقالت الصحيفة إن الزوجة السابقة ل"بعيوي"، قد قدمت شهادتها ضده، وأفادت بأن بعيوي قام بتزوير وثائق عقارية مزيفة لسلب أملاك "المالي"، بما في ذلك فيلا فاخرة في الدارالبيضاء – التي أصبحت الآن باسم سعيد الناصري – وعدة شقق في السعيدية، والتي يمتلكها الآن رجل أعمال يُدعى اليزيدي. وأشارت جون أفريك نقلا عن "بعض المصادر" إلى أن تحقيق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لازال مفتوحا ويمكن أن توجه اتهامات إلى حوالي 20 شخصًا آخرين متورطين في هذه القضية خلال الأيام المقبلة. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قد كشف عن تفاصيل بخصوص متابعة سعيد الناصري وعبد النبي بعوي، وآخرون في ملف "إسكوبار الصحراء"، وذلك في إطار الحق في الحصول على المعلومة المكرس بمقتضى الدستور والقوانين ذات الصلة. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء للرأي العام، ضمن بلاغ له أنه "في إطار الأبحاث التي أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف هذه النيابة العامة للكشف عن باقي الأشخاص المشتبه تورطهم مع أحد المعتقلين من جنسية أجنبية توبع في إطار قضية تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات ويقضي حالياً عقوبته في السجن كشفت نتائج الأبحاث عن الاشتباه في قيام بعض الأشخاص بارتكاب أفعال لها ارتباط في أغلبها بذات الوقائع التي سبق أن توبع في إطارها الشخص الأجنبي المذكور وآخرون لهم ارتباط به أدينوا بعقوبات سالبة للحرية". وأوضح الوكيل العام أنه "بالنظر لتعقد هذه الأفعال وتشابك امتداداتها فقد استغرقت الأبحاث الوقت الكافي الذي اقتضته ضرورة ذلك في إطار الاحترام التام للمقتضيات القانونية ذات الصلة وتحت الإشراف المباشر لهذه النيابة العامة". وقد أفضت نتائج الأبحاث المنجزة، بحسب البلاغ الذي اطلعت عليه "العمق"، "عن تقديم 25 شخصاً أمام النيابة العامة، من بينهم من يتولى مهام نيابية أو مسؤولية جماعات ترابية أو مكلف بإنفاذ القانون بالإضافة إلى أشخاص آخرين ارتكبوا افعالاً لها ارتباط بالموضوع". ومما جاء في البلاغ أنه "تكريساً لمبدأ المساواة أمام القانون فقد آلت نتائج دراسة الأبحاث المنجزة إلى تقديم هذه النيابة العامة لملتمس إلى قاضي التحقيق بإجراء تحقيق معهم من أجل الاشتباه في ارتكاب كل واحد منهم لما هو منسوب إليه من أفعال معاقب عليها قانوناً والتي يتمثل تكييفها القانوني إجمالاً في مجموعة من الجرائم". وأشار البلاغ إلى أن من بين أهمها: "المشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها ومحاولة تصديرها، الإرشاء والتزوير في محرر رسمي، مباشرة عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية، الحصول على محررات تثبت تصرفاً وإبراء تحت الإكراه، تسهيل خروج ودخول أشخاص مغاربة من وإلى التراب المغربي بصفة اعتيادية في إطار عصابة واتفاق وإخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة". ووفقا للوكيل العام "فبعد استنطاقهم ابتدائياً، قرر قاضي التحقيق إيداع عشرين (20) منهم السجن مع إخضاع شخص واحد لتدبير المراقبة القضائية، فيما عملت هذه النيابة العامة على تكليف الشرطة القضائية المختصة بمواصلة الأبحاث في حق الأربعة الآخرين منهم بهدف استجلاء خيوط بعض جوانب وقائع هذه النازلة، وحالما تنتهي الأبحاث المأمور بها ستعمل النيابة العامة أيضاً على ترتيب ما يجب في حقهم". وأكد الوكيل العام أن النيابة العامة ستواصل في إطار الحق في الحصول على المعلومة إطلاع الرأي العام على نتائج إجراءات البحث والتحقيق حال الانتهاء من ذلك في إطار التقيد الكامل بمقتضيات القانون تجسيداً لدولة الحق والقانون مع ضمان احترام قرينة البراءة.