قدم وزير التجهيز والماء، نزار بركة، معطيات وأرقام صادمة حول الوضعية المائية في المغرب، ووصفها بأنها "خطيرة جدا" نتيجة لتأخر هطول الأمطار واستمرار الجفاف للسنة الخامسة على التوالي، مؤكدا أن "المغرب لم يشهد من قبل هذا الجفاف الذي عشناه في السنوات الأخيرة منذ 2019". وخلال الندوة الصحافية للناطق الرسمي باسم الحكومة بعد اجتماع المجلس الحكومي، الخميس، أوضح بركة أن المملكة تواجه مرحلة حرجة، حيث تشير الأشهر الأولى إلى اتجاه نحو سنة جافة، مشيرا إلى أن معدل التساقطات المطرية لم يتجاوز 21 ملمترا، في حين يتراوح المعدل العادي في السنة حوالي 67 بالمائة. وأشار بركة إلى ارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت المعدل السنوي بحوالي 1.30 درجة خلال الأشهر الثلاثة الأولى. وكان لهذا الارتفاع تأثير كبير على ملء السدود، حيث لم يتجاوز معدل الملء 23.5 بالمائة، أي ما يعادل 3 مليار و790 مليون متر مكعب. وأوضح الوزير أن نسبة ملء السدود في السنة الماضية كانت 31 بالمائة، بتراجع بنسبة 7 نقاط مقارنة مع 2022، مشيرا إلى أن نسبة ملء سدود سوس ماسة بلغت 11 بالمائة، وأم الربيع 4.75 بالمائة، ومليون 25 بالمائة، واللوكوس 39 بالمائة، وغير زيز غريس 27 بالمائة، ودرعة وادنون 20 بالمائة وتانسيفت 46 بالمائة. وأشار إلى أن المعدل السنوي من المياه التي تدخل سد اللوكوس يصل إلى 282 مليون متر مكعب، وفي هذه السنة خلال الأشهر الأولى، لا يزيد عن 23 مليون متر مكعب. أما بالنسبة لملوية، فيدخلها 311 مليون متر مكعب، ولكن هذه السنة دخلت فقط 121 مليون متر مكعب. وفيما يتعلق بسبو الذي يُعتبر أكبر خزان، يدخله 758 مليون متر مكعب، ولكن دخلت هذه السنة فقط 90 مليون متر مكعب. وبالنسبة لسد أبي رقراق، يصل المعدل السنوي للمياه التي تدخله إلى 147 مليون متر مكعب، ولكن تراجع هذا العام إلى 14 مليون متر مكعب. وسد أم الربيع يسجل سنوياً 694 مليون متر مكعب، لكنه تراجع إلى 195 مليون متر مكعب هذا العام. وسد سوس ماسة يستقبل 165 مليون متر مكعب سنوياً، ولكن تراجع إلى 10 مليون متر مكعب هذا العام. وشدد بركة على أن وضعية الإمدادات المائية خطيرة، وقال: "أملنا كبير في الأشهر الثلاثة المقبلة أن تكون هناك أمطار وثلوج لتساعد في ملء السدود"، مشيراً إلى أن تقديمه لهذه الأرقام يعكس الالتزام بالصدق ولغة الحقيقة وأيضا الاستباقية في التدخل. وسجل المتحدث أن الحكومة اتخذت مجموعة من التدابير لمواجهة هذا النقص الحاد في الماء، مشيرا إلى أن مشكلة عقلنة المياه وتحسين كفاءة استخدامها لا تزال قائمة، حيث يتم هدر العديد من الموارد في القنوات، ويستمر المواطنون في إهدار المياه رغم حملات التوعية والتحسيس. ودعا المواطنين إلى ترشيد استخدام المياه، قائلا: "عوضا عن استهلاك ما يمكن استهلاكه في ثلاثة أشهر من إمكانيات المياه، يمكن استخدامها على مدى 6 أو 7 أشهر، وهذا سيساعد في التصدي لهذه الصعوبات"، مؤكداً أهمية التحلي بالوعي تجاه الموارد المائية والعمل على مكافحة ظاهرة إهدار المياه. وأضاف وزير التجهيز والماء، أن من بين التدابير الواجب اتخاذها هو تقليص الضغط على الماء واللجوء للانقطاعات في توفير المياه على الصعيد المحلي، وذلك حسب تطور الوضعية في كل مدينة وجماعة.