قالت صحيفة إلباييس الإسبانية إن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، يستعد لزيارة الرباط في أول رحلة له للمملكة خلال الولاية التشريعية الجديدة. وقالت الصحيفة إن الزيارة التي من المرتقب أن تبدأ يوم الخميس المقبل تهدف إلى إعادة إطلاق خارطة الطريق المتفق عليها خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مع الملك محمد السادس في أبريل 2022، في إطار المصالحة بين البلدين بعد تغيير في الموقف الإسباني التقليدي تجاه الصحراء المغربية. وكان بيان مشترك تم اعتماده في ختام المباحثات المعمقة بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذي قام بزيارة رسمية للمغرب بدعوة من الملك في أبريل 2022، قد أشار إلى تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق تتضمن 16 نقطة، تدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين. وقالت الصحيفة الإسبانية إن الزيارة تهدف أيضًا إلى استئناف المحادثات بشأن بعض نقاط الخطة، من قبيل العلاقات التجارية بين البلدين وملف الجمارك في سبتة ومليلية المحتلتين، والتي تم تعليقها بسبب الانتخابات العامة في إسبانيا، مباشرة بعد الانتخابات البلدية والإقليمية في 28 ماي الماضي، ويفترض أن تستأنف هذه المحادثات من خلال اللقاء بين الباريس ونظيره المغربي ناصر بوريطة. وكان من المتوقع أن يلتقي الباريس وبوريطة في الاجتماع الذي عقد في 27 نوفمبر في برشلونة بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والدول العربية في إطار الاتحاد من أجل المتوسط (UPM)، الذي كان مخصصًا بشكل خاص للحرب في غزة، إلا أن انسحاب بوريطة بسبب تحضيرات الزيارة الرسمية التي كان سيقوم بها الملك محمد السادس لدولة الإمارات حال دون ذلك. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى ان ألباريس قد يزور أيضا السينغال وموريتانيا والتي تعتبر دول انطلاق قوارب العجرة السرية باتجاه جزر الكناري، التي عرفت زيادة كبيرة هذا العام، متجاوزة القدرة الاستيعابية لهذه الجزر، وفق ما أوردته إلباييس. وأشارت الصحيفة إلى أن وثيرة وصول المهاجرين غير الشرعيين ارتفعت بشكل كبير خلال سنة 2023، إذ زاد وصول المهاجرين عبر البحر بنسبة 82.3٪، مع زيادة قدرها 17٪ في الجزيرة الإيبيرية وجزر الباليار، و134.8٪ في الجزر الكنارية، بين 1 يناير و30 نونبر من هذا العام، خلافا لعام 2022 الذي شهد انخفاضًا حادًا في وصول قوارب الهجرة غير الشرعية – حيث انخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا عبر الطريق البحرية بنسبة 27.9٪، ووصلت هذه النسبة إلى 29.7٪ في جزر الكناري. وأوضحت الصحيفة أن أحداث غزة منعت الرئيس الحالي للحكومة الإسبانية من إجراء زيارته الأولى إلى المغرب كعادة رؤساء الحكومات السابقة، إلا أن ذلك لم يمنع بيدرو سانشيز من الاتصال برئيس الحكومة المغربي عزيز اخنوش في ال28 من نونبر المنصرم. وقال سانشيز في تغريدة على موقع "إكس" إنه جدد خلال مكالمة هاتفية عزم بلاده تعزيز الشراكة التي تجمع المملكتين، المغربية والإسبانية. وقال سانشيز، في تغريدة على حسابه على منصة X، إنه تحدث إلى نظيره المغربي عزيز أخنوش، الذي هنأه عقب تنصيبه بشكل رسمي رئيساً للحكومة في إسبانيا، مشدداً على أهمية تطوير علاقات التعاون وحسن الجوار التي تجمع البلدين.