قال رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة "إن قارة افريقيا توجد في قلب مآسي التغيرات المناخية، علما أنها هي القارة الأقل لإصدارا لانبعاثات الغازات التي تؤدي للاحتباس الحراري، وهو ما يقوض من قدرة القارة على النمو والتقدم والازدهار، ويهدد على نحو خطير الحقوق الأساسية لعشرات الملايين من الأفارقة". واعتبر أن المغرب يلتزم بالعمل على المساهمة الفعلية في الديناميات القارية لحماية إفريقيا من مخاطر أزمة المناخ، والدفاع عن حقوق الأجيال المقبلة في التنمية والتقدم، وهو ما أكده الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة القمة العالمية للعمل المناخي، التي نظمت في إطار المؤتمر الحالي للأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ. جاء ذلك في كلمة ل "النعم ميارة" خلال الاجتماع البرلماني بمناسبة الدورة 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ COP28، اليوم الأربعاء، بدبي. ويشكل موضوع محاربة التغيرات المناخية، وفق ميارة، بعدا محوريا في الرؤية التنموية لمغرب، حيث يعمل بأسلوب فعال ومبتكر على الانتقال التدريجي إلى نموذج تنموي وطني طموح وأقل اعتمادا على الطاقات الملوثة، وذلك من خلال تبني سياسات وتدابير استباقية تهدف إلى تقليص انبعاث الغازات الدفيئة والتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري. وأضاف ميارة أن موضوع التغيرات المناخية يطرح نفسه بقوة على الأجندة العالمية المشتركة، لتأثير هذه الظاهرة بشكل مباشر على حياة سكان الكوكب وعلى مستقبل العيش فيه، معتبرا أنه من المؤسف القول إن طريق حماية الأجيال الحالية والمستقبلية من مخاطر تغير المناخ لا زالت طويلة وشاقة. ونبه المتحدث إلى "دخول العالم في موجات متسارعة من الكوارث الطبيعية التي تهدد الاستقرار العالمي، من قبيل تفاقم ظواهر الجفاف والأعاصير والفيضانات المدمرة تقريبا بجل دول العالم. وهو ما ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي بشكل عام ويمس الحياة اليومية للشعوب، خاصة في دول الجنوب". وشدد على أن الدراسات والأبحاث الدولية المتعلقة بالتغيرات المناخية ترسم صورة قاتمة ومخيفة للوضع المناخي العالمي. فالعشر سنوات الأخيرة كانت الأكثر حرارة على الإطلاق، وهذه السنة سجل العالم درجة حرارة تفوق ب 1,4 درجة ما كان يسجل قبل العصر الصناعي، وفق تعبيره.