وعدت فرنسا برصد ملياري أورو لتطوير الطاقات المتجددة في عدة دول إفريقية، بحسب ما أعلنه الرئيس فرانسوا هولاند على هامش المؤتمر الدولي للمناخ المنعقد في باريس. ويأتي هذا المسعى في إطار مواجهة تبعات الاحتباس الحراري مع زحف التصحر والجفاف في القارة السمراء. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول أمس خلال قمة مصغرة في "لوبورجيه" قرب باريس جمعت حوله اثني عشر رئيس دولة إفريقية حول موضوع "التحدي المناخي والحلول الإفريقية"، رصد هذا المبلغ لتطوير الطاقات المتجددة في إفريقيا بحلول 2020. وتواصل وفود البلدان ال195 المشاركة في المؤتمر الدولي للمناخ في باريس مفاوضات ماراتونية سعيا للتوصل في غضون عشرة أيام إلى اتفاق لمكافحة الاحتباس الحراري، فيما حث الرئيسان الفرنسي والأمريكي على تسريع وتيرة هذه المفاوضات رغم العقبات الكثيرة أمام بلوغ الهدف، مشددين على أن مكافحة ظاهرة الاحتباس "ضرورة اقتصادية وأمنية على الجميع التصدي لها من خلال مواقف جماعية تستجيب لقلق جميع الأطراف ويمكن تبنيها بالتوافق". ويرى معظم خبراء البيئة أن السعي إلى وضع حد لمخاطر الاحتباس الحراري وتداعياته على كوكب الأرض، لا يمكن أن يتأتى من خلال النوايا الحسنة وتصريحات رؤساء الدول والحكومات في الأيام الأولى من القمة، بل من خلال إرادة وإصرار قويين يتجاوزان العوائق التي تبقى اقتصادية في المقام الأول، حيث الساسة المجتمعين في باريس غير مخولين لوقف النمو الاقتصادي في بلدانهم، أي تفقير شعوبهم لأجل توفير ظروف عيش أفضل للأجيال المقبلة. ويخشى علماء البيئة أن يفوت قادة العالم فرصة باريس بعد أن فوتوا سنة 2009 فرصة كوبنهاغن للحد من الاحتباس الحراري، ويعولون كثيرا على الصينوالولاياتالمتحدة وهما البلدان الأكثر تلويثا في العالم، للعب دور الريادة في محاربة ظواهر الاحتباس والتغير المناخي ويظهرا حقا معنى أن تكون بلدا كبيرا مسئولا. وتسعى قمة باريس إلى التوصل لاتفاق دولي يوقعه 195 بلدا في ختام أعمال القمة في 11 دجنبر، يحل محل "بروتوكول كيوتو"، علما أن هذا الأخير لا يشمل سوى 15% من الانبعاثات العالمية ولم تصادق عليه الولاياتالمتحدة، كما أنه لا يعني البلدان الناشئة. وخلافا لقمة كوبنهاغن 2009، باتت الولاياتالمتحدةوالصين، المسئولتان عن 40% من الانبعاثات، مهتمتان بالتوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص. وبالإضافة إلى التزامات البلدان بتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة التي تعد السبب الرئيسي للاحتباس الحراري، من المرتقب أن يرسم الاتفاق المقبل إطارا عاما ملزما للسنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة. وبات مثبتا أن حرارة الأرض تزداد ارتفاعا بسبب الغازات الناتجة عن احتراق مصادر الطاقة الأحفورية، وجراء بعض أساليب الإنتاج الزراعي وقطع عدد قياسي من الأشجار. ويخشى العلماء إذا ارتفعت حرارة الأرض بمعدل يتجاوز درجتين مئويتين أن يؤدي ذلك إلى حصول أعاصير بشكل متكرر وتراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق في الولاياتالمتحدة والهند وبنغلاديش والفيليبين واليابان وغيرها.. ويعتبر استخدام الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم الحجري المسئول الأساسي لانبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري والتغير المناخي، إذ إن 80% تقريبا من الطاقة في العالم ينتجها الوقود الأحفوري والنووي، فيما لا تشكل الطاقات المتجددة أو الطاقات النظيفة إلا قرابة 20% من إنتاج الطاقة. وتجري قمة المناخ 2015 وسط تعزيزات أمنية مشددة فرضتها حالة الطوارئ المعمول بها في فرنسا منذ اعتداءات باريس في 13 نونبر التي قتل فيها 130 شخصا وتسببت بإلغاء بعض الفعاليات التي كان من المفترض إجراؤها على هامش القمة.