امتدت المسافة الابداعية للفنان المرحوم عمر واهروش لقرابة أربعة عقود ونيف ، فترة خلد فيها روائع غنائية في منتهى الجمال الفني الامازيغي ، والمتتبع لمنجزه الغنائي سيقف لا محالة على اجتهاد الرجل وسعيه الجاد من أجل اغنية امازيغية برسائل ومغازي بعيدا عن التفاهة. صحيح أن الرجل أبدع في حدود القالب الموروث والسائد في فن ترويسا إلا أن الخاصية التي تكاد تميزه عن بقية الروايس هي امتطاء صهوة السرد في الإبداع الغنائي. وركوب السرد والحكي في مجال الغناء يقتضي تطويع الكلمة وتسخيرها لخدمة الموضوع ، ولايستقيم النظم فيه الا لمن خبر المجال وجال بين الاوزان وتمكن من لغة النظم. الفنان واهروش من طينة كبار ترويسا ولجها من ابواب اسايس وما رافق ذلك من صحبة الكبار ،فقد اوصى عليه والده واحدا من اهرام هذا الفن، واقصد هاهنا الراحل (عمر إجيوي) فكان فعلا تلميذا نجيبا سار على نهج من سلف من اهل قبيلته(امزوط) المشهورة في فن القول الشعري والنظم الغنائي. واهروش سار في درب طرقه غيره بخجل ولكنن الرجل برع فيه الى حد القول ان انتاجاته الفنية تكاد تنحو في اتجاه السرد القصصي ،لذلك وجدناه يسرد على مسامع المتلقي سير وقصص الصالحين وققص الغرام والغدر والخيانة باسلوب شيق يشد السامع دون ملل اوكلل حتى وان تكررت الأغنية /القصة لمرات عديدة . وأذكر هنا ببعض الانتاجات الغنائية المشهورة بمنحاها القصصي: (موت الرسول / المرأة التي خانت زوجها وغدرت به / قصة بطومبيل فياط / قصة اونمير ......). إن المتتبع لإنتاجه الفني سيقف لامحالة أمام فنان/قاص ،حاك بأسلوب رائع.