بعد أن كان محور موضوعات روايات الخيال العلمي،أصبح اليوم جزء من الحياة اليومية،وسرعة تطوره المنطلق لاستشراف المستقبل.الذكاء الاصطناعي بتمرده على الصفحات و المختبرات البحثية ،يثبت أن لا جدوى للحديث عن التطور الرقمي بمنأى عنه. عراقة مهرجان بعراقة كلية دأبت كلية الآداب و العلوم والإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء منذ قرابة ثلاثين سنة على تنظيم المهرجان الدولي لفن الفيديو.هذا المهرجان الذي شهدت له فعاليات من المعمور بتميزه و تأقله سنة بعد سنة،فمنذ انطلاقه سنة 1993،حرصت كلية الآداب بنمسيك على جعله محفلا سنويا يعنى بموضوع من الموضوعات التي لا تتقادم،بل و تزداد صمودا و هيمنة على الساحة الفنية وهي التكنولوجيا الرقمية و كل ما يدور حولها. و يتزامن هذا الحدث السنوي هذا العام ببلوغ المهرجان عقده الثلاثين،مما يرفع من سقف التحديات التي تعترض كلية عريقة تميزت بإبداعها في اختيار أنشطتها و تفانيها في التنظيم. و في هذا الإطار صرح السيد عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك البيضاء الدكتور رشيد الحضري و الذي كان شاهدا على ميلاد هذا المهرجان الدولي و فاعلا في استمراريته:"إننا نعتبر المهرجان الدولي لفن الفيديو،مشروعا ثقافيا طلائعيا ضمن السياسة الثقافية لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، والتي تهدف إلى نشر الثقافة والفن والإبداع المرتبط بالتكنولوجيا الرقمية والعلوم، ودعم وتشجيع الطلبة والفنانين الشباب العاملين في مختلف هذه التخصصات." كما أكد أن الجهة المنظمة ستبقى حريصة على الوفاء للبعدين الفني والبيداغوجي لهذا المهرجان. "من شريط الفيديو إلى الذكاء الاصطناعي" اختارت الجهة المنظمة هذه السنة "من شريط الفيديو إلى الذكاء الاصطناعي"،ليكون موضوع دورتها 29،التي ستحتضنها كالعادة عاصمة الإبداع الرقمي مدينة الدارالبيضاء من 7 إلى 11 نونبر.و حرصا من المنظمين على الانفتاح على مختلف المؤسسات الثقافية،بدء من المؤسسة الحاضنة في مقاطعة مولاي رشيد وشركائها,مرورا بباقي المعاهد و المركبات الثقافية المنتشرة في مختلف زوايا المدينة: محمد زفزاف، المعاريف، المعهد الفرنسي للدار البيضاء، المركز الثقافي الأمريكي، مركز الفنون/ مرسم ومعهد سرفانتيس.. ولتفعيل الدورة و تحقيق أهدافها الكبرى تم توجيه الدعوة لفنانين و مختصين من مختلف دول العالم،لتقدم منتوجها ومنجزها الفني (ألمانيا، الأرجنتين، بلجيكا، كندا، السويد، إسبانيا، فرنسابولونيا، أمريكا، إكواتور، رومانيا، التوغو، السنغال، سوريا، تونس ). و تثمينا للرؤية الفنية للمهرجان، صرح السيد المدير الفني للمهرجان ذ.مجيد سداتي:"أن المهرجان نجح طيلة العقود الثلاثة الماضية في ترسيخ ثقافة صورة جديدة مختلفة عن السائدة، وهي ثقافة تسعى إلى مساءلة الموروث الثقافي والفني والاجتماعي من خلال نظرة نقدية وتحليلية وذكية، وذلك من أجل تجديده وإثرائه وتعزيزه بشكل أكبر"، وأضاف " لقد نجحنا أيضا في تسليط الضوء على الاتجاهات الفنية الناشئة، وشجعنا الشباب على تجديد الأفكار والأشكال ،وابتكار أساليب جديدة تتماشى مع روح العصر"، مشيرا كذلك إلى أن "المهرجان يحرص أيضا على خلق جسور التواصل بين الثقافات والجماليات وإلغاء الحدود بين مختلف التعابير الفنية. من خلال انفتاحه على جميع أشكال الإبداع الرقمي، والتي تتمثل في:الفنون الرقمية ،الواقع الافتراضي والمعزز ،العروض السمعية البصرية، ثم المابينغو الروبوتيك.." برنامج متنوع يلبي جميع الأذواق تتنوع فقرات المهرجان بين ورشات تهدف إشراك طلبة الكلية المنظمة و تمكينهم من التواصل مع المشاركين الزائرين ،وبين لقاء ات تروم الاستفادة من تجارب أشهر الخبراء الدوليين في المجال،كالمائدة المستديرة التي سيحاول ضيوفها الإجابة على الأسئلة الراهنة،و التي تتميز بمشاركة الخبير البلجيكي, Todor Todoroff الحاصل على الجائزة الأولى في التكوين الكهروصوتي من المعهد الملكي لبروكسل (بلجيكا، 1993), إضافة للكاتب الفرنسي Marc Mercier, الذي ساهم في تنظيم عدة مهرجانات دولية. و قد اختارت اللجنة المنظمة هذه السنة تكريم الفنانة الكندية Manon Labrecque ، التي توفيت في شهر غشت الماضيتاركة خلفها مسارا إبداعيا متميزا توج بالحصول على عدة جوائز, كجائزة" Louis-Comtois des artistes en milieu de carrière" عام 2013. و للإشارة فوراء هذا الحدث ؛تخطيطا و تنزيلا، فريق عمل يحرص على بلورة رؤية متكاملة تروم تقديم منتوج فني و إبداعي هادف،يشرف المملكة أولا و كلية الآداب و العلوم الإنسانية-الدارالبيضاء ثانيا.