دعا شيوخ وقبائل وفعاليات المجتمع المدني بجهة العيون الساقية الحمراء، إلى تنظيم مسيرة احتجاجية حاشدة بمدينة العيون، غدا الأحد، للتنديد بالتفجيرات التي استهدفت مدينة السمارة، قبل أيام، وتبنتها جبهة "البوليساريو" الانفصالية. وأفاد مصدر خاص لجريدة "العمق"، بأنه يُرتقب أن تكون هذه المسيرة حاشدة، حيث ستنطلق صباح يوم غد الأحد من ساحة ولي العهد الأمير مولاي الحسن (أم السعد) سابقا. وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه المسيرة تأتي للتنديد بالهجوم الذي استهدف مدينة السمارة، وراح ضحيته مواطن مغربي قادم من فرنسا، وخلف إصابة ثلاثة مواطنين آخرين بجروح خطيرة. وطالبت فعاليات المجتمع المدني بجهة العيون الساقية الحمراء، عموم المواطنين إلى تلبية نداء الوطن عبر تكثيف الحضور والمشاركة في المسيرة المرتقبة، للتعبير عن رفض ساكنة الصحراء كل محاولات "البوليساريو" زعزعة السلم والأمن والاستقرار التي تنعم بها الصحراء المغربية. تجدر الإشارة إلى أن مدينة الداخلة، ينتظر أن تشهد تنظيم مسيرة مماثلة، وذلك في إطار تعبير ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب عن شجبها وتنديدها بالهجمات التي تشنها مليشيات "البوليساريو". وكانت أربع انفجارات قد هزت مدينة السمارة، ليلة السبت-الأحد الماضية، ما خلف قتيلا و3 جرحى في صفوف مواطنين مدنيين، حالة اثنين منهم خطيرة، وفق ما أعلنته السلطات المحلية. وأفادت السلطات بأن الانفجارات طالت أحياء مدينة الجنوب وحي السلام والمنطقة الصناعية (انفجاران)، مضيفا أن المصابين بجروح خطيرة تلقوا الإسعافات الأولية قبل نقلهم إلى المستشفى بالعيون. وتابعت أن الشخص الثالث الذي أصيب بجروح طفيفة تمكن من العودة إلى منزله بعد تلقي الإسعافات الأولية، وأبرزت أن الأضرار المادية وقعت في منزلين اثنين. وعقب ذلك، أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية، الأحد المنصرم، مسؤوليتها عن الهجوم. في ذات الأثناء، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص و إصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة. وأضاف البلاغ أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد عهد لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة التي تسببت في وفاة أحد الضحايا وإصابة ثلاتة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وخلص البلاغ إلى التأكيد إلى أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون سيحرص على ترتيب الاثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج البحث. وفي تفاعله مع الموضوع، المندوب الدائم للمملكة المغربية في الأممالمتحدة، عمر هلال: "إننا لا نتهم أحدا حتى الآن بالوقوف وراء ما حدث لأننا ننتظر أدلة مقنعة، إلا أن الهجمات التي تستهدف الأبرياء لن تمر دون عقاب"، وفق تعبيره. وأوضح هلال عقب انتهاء جلسة التصويت على قرار مجلس الأمن القاضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام بالصحراء المغربية، أن "الهجوم لم يستهدف أي منطقة عسكرية، بالتالي فهو عمل إرهابي، وفقًا لتعريف القانون الدولي"، مشيرا إلى أن المينورسو ستنجز تقريرًا في الموضوع سيُقدم إلى مجلس الأمن. وأشار إلى أن المملكة تنتظر تحقيقات النيابة العامة وتقرير المينورسو، مضيفا: "إذا تأكد أن عصابة البوليساريو هي التي تقف وراء ما حدث، فإن رد المملكة لن يكون مستبعدا، وفي هذه الحالة لن تتم معاقبة منفذي الهجوم فقط، بل من يقف وراءهم ويحتضنهم ويزودهم بالأسلحة". وقرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين المنصرم، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، مجددا تكريس سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل طي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وجاء في نص القرار رقم 2703، الذي صاغته الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن مجلس الأمن "قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2024"، حيث تم تبني القرار بتصويت 13 دولة لصالحه، في مقابل امتناع اثنتين عن التصويت.